ويعد التحذير هذه المرة هو الأكثر جدية، إذ قال وزير الدفاع الصيني: "لا أحد يجرؤ على فصل تايوان عن الصين، نريد التوحيد السلمي لكننا لن نتردد في القتال"، ما يشير إلى أن سيناريو الحرب غير مستبعد على بكين".
ويأتي التحذير شديد اللهجة بعد تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن، التي ألقى فيها اللوم على الصين بشأن الوصول لهذه المرحلة من الصراع.
جبهة آسيوية موحدة
التصريحات الصينية شديدة اللهجة سبقها لوم أمريكي موجه لبكين، إذ تعهد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال تصريحات بذات المؤتمر والمسمى بـ"قمة شانغري لا"، بمساعدة الدول الآسيوية وذلك للتصدى لمواجهة ما وصفه بـ"التنمر" الصيني، قائلا: "لا نريد تكرار أزمة أوكرانيا في منطقة المحيط الهادئ".ووجه رسالة إلى دول المنطقة قائلا إنها في "قلب الإستراتيجية الأمريكية الكبرى"، مؤكدا أن الانشغال الأمريكي في الأزمة الأوكرانية لا يجعلها تغفل عن باقي القضايا الهامة وتستهلك مواردها.
ولم يكتف "أوستن" بذلك، بل قارن السياسة الروسية والنهج الصيني الذي وصفه بالأكثر قسرا وعدوانية، في تعاملاته الإقليمية، داعيا لتكوين جبهة آسيوية لمواجهة التهديد الصيني.
وبحسب ووكالة الأنباء الألمانية، فإن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تواجه شكوكا كبيرة بشأن التزام واشنطن بالدفاع عن سيادة الدول الآسيوية الصغيرة؛ إذ باتت تركز على موازنة العلاقات مع الصين، باعتبارها القوة الاقتصادية المهيمنة في المنطقة.
An honour & responsibility to speak out for all those fighting for freedom worldwide. #Ukraine’s defense of democracy inspires #Taiwan in our work to strengthen our institutions & protect our way of life. #CDS2022 pic.twitter.com/IMwwCSAFa7— 蔡英文 Tsai Ing-wen (@iingwen) June 11, 2022
موائمة تايوانية
من جهتها ترى تايبيه أن التصريحات العدوانية من شأنها الإضرار بمصالحها، وظهر هذا جليا في تصريحات الرئيس التايواني، سو تسينج تشانج، والذي قال إن تايبيه لا ترغب في إغلاق الباب أمام الصين، مؤكدا استعداد بلاده على التواصل بنية طيبة، بناء على أساس المساواة ودون فرض شروط سياسية مسبقة.وأقال رئيس الوزراء التايواني " مادامت هناك مساواة ومعاملة بالمثل وعدم وضع شروط سياسية مسبقة فنحن على استعداد للتواصل بنية طيبة مع الصين.
مناوشات عسكرية متواصلة
وحذر وزير الدفاع الأمريكي، مما وصفه بـ"الزيادة المقلقة" في في عدد المواجهات بين الطائرات والسفن الصينية مع طائرات الدول الأخرى، قائلا إن واشنطن ستقف إلى جانب حلفائها بما في ذلك تايوان.زلة بايدن
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة إلى طوكيو، مايو الماضي، وضع أحد المراسلين صورة موازية لأوكرانيا، حيث ميّز بين الأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة لكييف في حربها ضد روسيا و"التورط في الصراع الأوكراني عسكريا"، ثم سأل بايدن: "هل أنت على استعداد للتدخل عسكريا للدفاع عن تايوان، إذا تعلق الأمر بذلك؟".ورد بايدن بصراحة وبدون تردد "نعم" قبل أن يضيف "هذا هو الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا".
وبحسب مجلة "بيزنس إنسايدر"، كان المعنى الواضح هو أن دعم الولايات المتحدة سيتجاوز مجرد توريد الأسلحة للمساعدة في الدفاع عن تايوان، مما أدى إلى اندلاع موجة من النشاط الدبلوماسي من قبل المسؤولين الأمريكيين الذين يحاولون التراجع عن تصريحات الرئيس.
وأضافت المجلة أن إعلان بايدن من شأنه أن يقوض سياسة الولايات المتحدة الراسخة في "الغموض الاستراتيجي" فيما يتعلق بالتزاماتها الأمنية لتايوان.
A complete visual from the brigade 74 of the Chinese PLA Army conducting the landing operation exercise in the direction of #Taiwan water#China pic.twitter.com/kvwGndrINQ— OsintTv (@OsintTv) June 10, 2022
وكانت ردود الأفعال على إعلان بايدن واسعة النطاق، مثل مسؤولي البيت الأبيض المشغولين بالتراجع عن التصريحات، فيما رأى بعض المراقبين أن الأمر مجر زلة لسان يجب التنصل منها.
ولا يزال آخرون يشيرون إلى أنه، سواء كان المقصود منها الإشارة إلى تغيير في الموقف الرسمي للولايات المتحدة أم لا، فإن الأفعال هي في نهاية المطاف أكثر أهمية من الكلمات عند القيام بذلك، نظرًا لأن هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها بايدن بمثل هذه التصريحات.
علاقة حرجة
وتتلخص خطورة الوضع في تصريحات وزير الدفاع الصيني، الذي قال إن علاقة بكين وواشنطن تمر بمرحلة حرجة، واصفا أن الولايات المتحدة تعمل على "تشويه سمعة الصين وتوجيه الاتهامات بل والتهديدات".وأكد خلال تصريحات أدلى بها في "قمة شانغري لا"، أن بكين ستحقق دون شك إعادة توحيد جزيرة تايوان، مؤكدا أن "الذين يسعون إلى استقلال تايوان في محاولة لتقسيم الصين لن يحققوا غايتهم".