تعد ظاهرة الغش في الامتحانات ظاهرة سلبية منتشرة في العديد من المؤسسات التعليمية، وهي من أكبر المشاكل التي يواجهها التعليم والمعلمون، وأكثرها تأثيرا على الطالب وعلى المجتمع والغش في الامتحانات ظاهرة عالمية مذمومة وتحاربها كافة دول العالم، فلكل دولة قانون ونظام يمنع الغش داخل المؤسسات التعليمية، والغش في الامتحان هو الاعتماد على جهود الغير وسلبها منه إما بإرادته أو رغما عنه، من أجل الحصول على درجات أعلى وتحقيق النجاح لكن دون وجه حق، فالغش يعتبر من الآفات الاجتماعية التي تضر بالمجتمع وتشوه قيمه، فيؤدي لسلب الحقوق، ويشجع على انتشار الفساد، ويتصف الشخص الغشاش بالطمع والأنانية، فهو لا يفكر إلا بمصلحته، ويسعى لتحقيق أهدافه ومكاسبه بشتى الطرق، ويتخذ مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فالغش يلبس صاحبه ثوب زور، ويعلمه أن يتعدى على حقوق الآخرين ويأخذ مكانا ليس مكانه، ومن يغش في الامتحان يستسيغ الغش في أي شيء، لأنه اعتاد على ذلك.
وعند التمحيص والبحث عن الأسباب التي تدفع الطلاب للغش، فاستهتار الطالب وقلة تحمله للمسؤولية يدفعانه لعدم الدراسة والاستعداد بشكل كاف للامتحانات كذلك انعدام ثقة الطالب في قدراته الذهنية والتحصيلية.
وهناك سبب آخر وأكثر واقعية وهو وجود مشكلة تتعلق بفهم الطالب لمادة معينة، أو مشكلة تتعلق بمعلمها فبعض المواد من الصعب فهمها خصوصا إذا لم تقدم بشكل جيد للطالب وهذا الخطأ يقع على عاتق المؤسسة التعليمية فهي أحيانا تدفع الطلاب لارتكاب هذه الظاهرة فتصعيب المقررات والأسئلة يجعل الطالب مهما كان مجتهدا ومثابرا بالمذاكرة يلجأ لمثل هذه الطرق الملتوية وأول خطوة لمحاربة الغش تقع على عاتق المؤسسات التعليمية فينبغي الاعتدال والتوسط في تقديم الأسئلة للطلاب فالاختبار ليس انتقاما من الطالب بل وسيلة لتقييم مدى فهمه للمقرر.
والغش يعلم الناس أن يزوروا الحقائق، حتى أن الغشاش يغش نفسه قبل الآخرين لأنه يعلم أنه يضع نفسه في قالب لا يلائمه وغير مناسب له، وهذا يجعله يتوهم أنه يعرف الكثير من المعلومات، لكنه في الحقيقة لا يعرف شيئا، فقد اعتمد على الغش وليس على نفسه وهذا اعتراف منه واستهانة بقدراته فالغشاش لا يثق بما منحه الله من قدرات بل قد لا يعطي لقدراته فرصة فهو اعتاد على هذا السلوك الخبيث.
تويتر: 1QLS1