جاء ذلك، خلال تدشين سموه، أمس، عددا من المبادرات لشركة أرامكو السعودية في مجال المواطنة، شملت مركز «أجيال» للتعليم الشامل ومهارات الحياة «ACCEL» في الظهران، والأكاديمية الوطنية الرائدة للسيدات «LNA» في الخبر، ومتنزه المانجروف البيئي بالقرب من رأس تنورة.
فرص نوعية
ويأتي تدشين سمو أمير المنطقة الشرقية لهذه المبادرات دعما لجهود الشركة المتواصلة للمحافظة على البيئة، والاستثمار في الطاقات البشرية بالمملكة، وتوفير فرص عمل نوعية تُسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتمكين المجتمعات المحلية من خلال مشاريع صغيرة ومتوسطة للأسر محدودة الدخل.
بناء وتأهيل
من ناحيته، أعرب رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين م. أمين بن حسن الناصر، عن شكره وتقديره لسمو أمير المنطقة الشرقية، على الرعاية الكريمة وتدشين هذه المبادرات، وقال في كلمة له: «عبر تاريخها، دعمت أرامكو السعودية بناء وتأهيل عشرات المدارس بالمنطقة الشرقية، ثم ذهبنا للمدى الأبعد في تجسيد قيم المواطنة، بالبحث عن الاحتياجات النوعية للمجتمع، ورأت الشركة ضرورة خدمة فئة غالية جدًا على قلوبنا، هم ذوو الإعاقة، حيث وجدنا أن من أفضل ما يمكن تقديمه هو توفير خدمات شاملة لتطوير إمكاناتهم، ودمجهم تعليميًا، وإكسابهم المهارات والمعارف اللازمة للتعلم، وتمكينهم من العمل وكسب العيش والحياة الكريمة».
خدمات شاملة
وأضاف: «نفخر اليوم بافتتاح مركز «أجيال» للتعليم الشامل ومهارات الحياة، الأول من نوعه بالمملكة، في تقديم خدمات شاملة مبنية على أفضل الممارسات العالمية لجميع أنواع الإعاقة، من الطفولة المبكرة إلى سن البالغين، بالتعاون مع مركز أريزونا الأمريكي للتعليم الشامل ومهارات الحياة، وقد رُخّص من قبل وزارتي التعليم والصحة».
كوادر مؤهلة
وأردف م. الناصر: «نفخر أيضًا بالأكاديمية الوطنية الرائدة للسيدات، وهي أول مركز تدريب في المملكة لتوفير كوادر مؤهلة للعمل التقني والمهني، من خلال برامج معتمدة وموائمة للأهداف الوطنية الطموحة والمنشودة، حيث تسعى الأكاديمية لمواصلة الاستثمار في المواهب النسائية السعودية، وزيادة أعداد المتدربات المؤهلات للعمل في الصناعات التقنية والمهنية الأعلى طلبًا في المستقبل، ونحن سعداء بما حققناه من خلال شراكتنا مع هذه الأكاديمية غير أن مصدر سعادتنا الأكبر هو هذه النماذج السعودية الرائعة التي تشارك في صُنع المستقبل الواعد للمملكة».
غطاء نباتي
وحول متنزه المانجروف البيئي، أكد أن الشركة تواصل جهود المحافظة على البيئة للأجيال المقبلة، تجاوبًا مع الحقبة الخضراء التي تشهدها المملكة، بمبادرات تستهدف زيادة الغطاء النباتي وزراعة المزيد من الأشجار، ويمثّل افتتاح المتنزه خطوة مهمة على هذا الطريق، وقال «إن مبادرة السعودية الخضراء تتجاوز اسمها فنحن لا نزرع مجرد أشجار، ولكننا نزرع المستقبل لبلادنا والأجيال المقبلة».
برامج تعليمية
ويقدم مركز «أجيال» للتعليم الشامل ومهارات الحياة برامج تعليمية وسلوكية وعلاجية ومهنية وتأهيلية لذوي الإعاقة، من الطفولة المبكرة إلى سن البالغين، وينقل في ذلك خبرة مركز أريزونا الأمريكي، التي تزيد على الأربعين عامًا، من خلال تطبيق برامج التقييم التشخيصي والتدخل المبكر، والبرامج التعليمية والانتقالية والعلاجية والمهنية، وبدأ المركز عمله بخدمة 50 مستفيدًا، واليوم يخدم نحو 200 مستفيد من ذوي الإعاقة، ويطمح إلى خدمة أكثر من 300 مستفيد بحلول عام 2024م.
تنوع كبير
وعلى صعيد الأكاديمية الوطنية الرائدة «لنا»، فإنها تتضمن تنوّعًا كبيرًا في التدريب العام وصقل المهارات والتأهيل، واُفتتحت في أبريل 2020م، وتخرجت فيها نحو 400 فتاة، التحقن بسوق العمل، وتتدرب بها حاليًا نحو 200 شابة في مجالات إدارة سلاسل الإمداد، والصحة والسلامة، وإدارة الأعمال، ومراقبة جودة المباني والمرافق والمنشآت، والمختبرات الكيميائية، وأعمال الكهرباء والتكييف والتبريد وغيرها. وتطمح الأكاديمية إلى مضاعفة هذا العدد حتى تصل إلى طاقتها الاستيعابية، والمساهمة في توطين وظائف مستحدثة في هذه المجالات.
محمية طبيعية
ويمثّل متنزه المانجروف البيئي أول محمية طبيعية في المملكة مخصصة للمحافظة على غابات المانجروف وإثراء جهود التوعية البيئية، التي توفر مناطق عازلة مهمة بين البر والبحر، كما تُعد موطنًا لتكاثر مختلف الأحياء البحرية.
تجربة فريدة
ويحمي المتنزه، الذي تبلغ مساحته 64 كيلو مترًا مربعًا، وبدأ العمل فيه عام 2012م، واحدةً من غابات المانجروف الطبيعية في المنطقة الشرقية، ويتميّز بأطول ممر أشجار مانجروف في المملكة. ويشهد زيارة أكثر من 100 نوع من الطيور سنويًا، مثل طيور الفيّوب والكروان التي تهاجر من مناطق بعيدة مثل سيبيريا في روسيا، وسيكون المتنزه مفتوحًا لعموم الزائرين، ليخوضوا تجربة فريدة من نوعها إلى جانب الفعاليات الترفيهية لجعلها أكثر متعة.
