وانشغل الباحث بالمجموعة المصورة لمرزا منذ زمن يعود إلى بدء إعداده رسالة الدكتوراة عن المغول في الهند؛ إذ عثر أثناء البحث –كما يقول في مقدمة الكتاب ــ على العديد من المرقعات والألبومات للصور والبطاقات التي طبعت ونشرت من استوديو الحاج أحمد مرزا الذي فتح استوديو الصور في محله بدهلي، كما اطلع الباحث على عدة مراجع تشير إلى صور مرزا وتنقل بعضها في المكتبة البريطانية، وفي كتاب «صور من الماضي» لبدر عيسى الحاج، وكتاب «المملكة العربية السعودية: المصورون الأوائل» لويليام فيسي وغيرها من المصادر والمراجع.
وأوضح الباحث في الكتاب أن مرزا حرص على إنتاج الصور بجودة عالية وزينها بشروح وتعليقات باللغة الأوردية، وبما توثقه الصور من مرحلة مهمة من تاريخ أداء فريضة الحج، وتاريخ مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في العصر الحديث، وبما تتميز به صور الحاج مرزا من بساطة الشكل، وعمق المحتوى في تصوير المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وجبل عرفات، وباب العنبرية، ومسجد الخيف، ومشعر منى، ومقبرتي المعلاة والبقيع، ومسجد قباء بالمدينة المنورة وغيرها من الأماكن المرتبطة بالحج. ويشكل الكتاب مرجعا ذا قيمة علمية، وعبر صفحاته يستمتع القارئ برحلة تاريخية مصورة إضافة إلى شرح موثق عن تاريخ التصوير الضوئي في الهند، واهتمام الهنود بصناعة المنمنمات والرسومات لمعالم الحرمين الشريفين، ومكانتهما في ثقافة الطباعة الهندية منذ بواكيرها، مع التعريف بعدد من المصورين الهنود الذين أولوا اهتماما خاصا بصناعة الصور الضوئية للحرمين الشريفين، والأماكن المقدسة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي.