بالون المشاعر

بحكم قوانين الطبيعة، فإن لكل مكان حدود استيعاب لا يمكن أن يتحمل أكثر من حدوده!
فالبالون مهما كان حجمه مثلًا يتسع لكمية معينة من الهواء، فإذا زاد الهواء فإنه سينفجر لا محالة! هكذا قوانين الطبيعة والفيزياء، الأمر ذاته ينطبق تمامًا على البشر!
أرجوك لا تزعل أو تتضايق إذا انفجر البالون في وجهك! ليس من المستغرب ذلك، فأنت مَن نفخته أكثر من اللازم!!
عندما تعطي «فلان وعلان» أكبر من حجمهم وتنفخهم مثل ما تنفخ البالون قد يتمردون عليك يومًا ما ولا يصونون الود والعشرة!
فأعط الناس قيمتها الحقيقية وكن على يقين وثقة بأن طيب الأصل سينفع معه أقل ما تقدم! بينما غيره ستقدم له الاحترام على طبق من ذهب ولن تلقى منه لا احترامًا ولا ودًا!!
لا تعطي أحداً أكبر من قيمته.. فتصغر قيمتك! ولا تنفخ أحدًا أكثر من اللازم فيكون مثل البالون وينفجر في وجهك!
تأكد يا عزيزي إذا وضعت أحدًا فوق قدره فتوقع منه أن يضعك دون قدرك! وتذكر أن النبات يموت من كثرة الماء!
عزيزي لا تنفخ رأس أحدهم كما تنفخ البالون، فيكبر عليك وينفجر في وجهك ولا تعطي شخصا أكبر من حجمه، فيتمرد ولا تعطي أحدا أقل من حجمه فيرحل!
إن التحلي باللطف الزائد عن الحد في التعامل مع مَن لا يقدر اللطف من شأنه إهدار حقوقنا، بل والأسوأ من ذلك هو أن لطفنا الزائد يفسد نوايانا الحسنة، التي تقف وراء تصرفاتنا، فيسيء الآخرون فهمنا إلى حد الشعور بالإهانة في بعض الأحيان، وضع في بالك بأن تتق شر من أحسنت إليه.
لا تعطي اهتماما أكثر من اللازم لأحدهم فتخسر قيمتك وكرامتك وهيبتك! ولا تتذلل إلا لخالقك، ولا تخاف من أحدهم، ولا من منصبه ولا جاهه، ولا تعطيه أكبر من حجمه، ولا تعطي قيمة لمَن لا قيمة له! احترم وعامل الناس بأخلاقك لكن لا تأتي على كرامتك!!
أخيرًا: قد تأتي خيبتك من نفسك حين تعطي أحدهم أكبر من حجمه، فأنت مَن جعله يتمرد عليك، ويخيب ظنك، وتكون أنت السبب بأنك أعطيته احتراماً ومكانةً أكبر من حجمه الحقيقي! أرجوك لا تزعل ولا تغضب إذا انفجر عليك البالون!
aisha_n_n@