إن وجود الفرن ورائحة الخبز في المكان تأسرنا رغما عنا، كم أن رائحته الجميلة تسهم في تحسين المزاج ويدفع إلى وضع المزيد من البضائع دون سبب مقنع. ولهذا ظهر علم يسمى علم سلوك المستهلك يُعنى بفهم احتياجات المستهلك وقراراته تجاه الشراء.
لذا يهتم أصحاب الأعمال، ومن ضمنهم ملاك السوبر ماركت بدراسة حاجات المتسوق، والسعي إلى إقناعه بشراء أكثر مما يحتاج إليه ليساعد في زيادة نسبة مبيعاتهم، فمن هذه التقنيات أنك لا تجد الحاجات الأساسية كالخبز والبيض والدجاج واللحم في بداية السوبر ماركت، والسبب وراء ذلك يعود إلى تعمد أصحاب السوبر ماركت إلى إبعاد هذه السلع لجعلك تمر بأكثر من منتج مختلف في طريقك للبحث عن السلعة الأساسية، فتتوقف عند هذا وتلقي نظرة على منتج آخر وتبقى حبيس هذا السجن الغذائي الجميل، الذي لا تتوافر فيه نوافذ لتكون دائم التركيز على العروض والرفوف الممتلئة، وأضف إلى ذلك لو كنت تصطحب معك سيدة المنزل، التي ستنشغل أكثر منك، وبدلا من أن ينصب نظر واحد على شيء ستكون هناك نظرات ونظرات إلى كل ما يحيط بكما من بضاعة تأسر أصحاب القلوب الضعيفة أمثالي وأمثالك.
وستجد أن هناك فرقا كبيرا في سلعة معينة بين سوبر ماركت وآخر ولا تجد لذلك تفسيرا، فتجد أنهم يختارون بضاعة معينة لتكون طعما للمتسوقين عبر عرضها بأقل من سعر تكلفتها ويعوضون خسارتهم فيها بزيادة أسعار سلع أخرى، كما أن شركات المنتجات تتنافس على وضع منتجاتها في بعض المقدمة وعلى مستوى النظر بارتفاع؛ لأنها أكثر جاذبية لعرض المنتجات، لذا تجد أن الحلويات تعرض في الرفوف السفلى، وعند طاولات المحاسبة.
إذا كيف نتسوق بذكاء؟
لا تزور السوبر ماركت إذا أردت الحصول على بيض أو خبز فقط، بل أقصد بقالة صغيرة عوضا عن ذلك، ولا تدفع سلة كبيرة إذا كنت ستشتري أشياء بسيطة، ولا تتسوق وأنت جوعان كما يحصل لنا العادة في رمضان، واحذر من العروض لأنها تؤثر على قراراتنا، ولا تتسوق مع سيدة البيت لأنك ستخرج بسلتين بدلا من واحدة، ودمتم بود.
قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه).
@azmani21