DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الحضن المؤسسي الآمن لكل أفراد المجتمع«الأسرة»..

كيان يقوم على أجمل وأرقى العلاقات الإنسانية التي وهبها الله لعباده

الحضن المؤسسي الآمن لكل أفراد المجتمع«الأسرة»..
الأسرة كيان يقوم على أجمل وأرقى العلاقات الإنسانية، التي وهبها الله سبحانه وتعالى لعباده متمثلة في «العلاقة الزوجية»، وهي الركن الرئيسي في التكوين الأسري، الذي عن طريقه تبنى المجتمعات وتسمو وتثمر عبر توزيع الأدوار بين أبناء الأسرة الواحدة، وقال الأخصائي النفسي الجنائي د. عبدالله الوايلي إنه لا بد لنا من معرفة مفهوم الأسرة، مشيرا إلى أن المفهوم غالبا يتركز على أن الأسرة عبارة عن مجموعة من الأفراد سواء كانوا ذكورا أو إناثا أو بهما معا، بحيث تربطهم علاقات حميمية بيولوجية، وهو ما يعرف في الثقافات الاجتماعية بـ«صلة الرحم».
حماية المجتمع
وأوضح أن الأسرة تمثل الجماعة المرجعية الإنسانية، التي تعمل على حماية أفرادها بالأمن النفسي الفردي والجماعي، وحماية المجتمع بالأمن النفسي المجتمعي من خلال البناء العقلي والوجداني والسلوكي، وتكوين شخصية الفرد في كل المراحل العمرية ابتداء من الطفولة، ثم المراهقة والشباب والرشد حتى مرحلة الشيخوخة، لأن الأسرة هي الحضن المؤسسي الاجتماعي الآمن، وهي الوعاء التربوي الثقافي الأول الذي يحتضن الأبناء ويؤهلهم لبناء وتطوير أنفسهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع، قادرين على القيام بأدوارهم المنوطة بهم في سبيل بناء المستقبل، وفي هذا الإطار تبرز المهارات الأسرية الإبداعية في توزيع الأدوار التفاعلية بين أفرادها ومدى قدراتهم على القيام بها، كما يجب حتى يسود الاستقرار حياتهم.
الروابط الأسرية
وأشار إلى أن الأسرة ذات جذور وروابط مهمة جدا، وعلى إثر هذه الروابط تتكون الأسرة وتبنى وتتشكل وتقوى ويعتمد عليها، وتتمثل هذه الروابط في:
الروابط الشرعية: وهي العقود والمهور والمواثيق، التي تجمع بين الزوجين وتمنحهما حق التزاوج والإنجاب وتكوين أسرة حقيقية متجذرة.
الروابط البيولوجية: وهي جينية وراثية يتناقلها الأبناء عبر الأجيال المختلفة، وتتمثل في التشابه الشكلي وهو ما يسمى «الملامح».
الروابط النفسية: وهي تفاعلية تبادلية تعتمد على المشاعر والوجدان، ومن خلالها تنمو العلاقة النفسية الإيجابية التي تحقق الغايات والأهداف والطموحات المتبناة من قبل الأبناء.
الروابط الاجتماعية: وهي عرفية ثقافية خلقية، تتركز على العادات والتقاليد والأخلاق التي تكتسبها الأسرة من المجتمع وتكسبها لأفرادها.
الروابط الاقتصادية: وهي مادية غذائية معيشية، تعتمد على توفير المتطلبات اللازمة لحياة كريمة آمنة ومطمئنة من خلال تلبية كافة الاحتياجات التي يرغبها الأفراد.
واجبات حتمية
وأضاف: الأسرة مسؤولة تماما عن تربية وتعليم أبنائها، وتلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية بما يناسبهم ويساعدهم على التعلم والاكتساب الإيجابي والبعد عن الأخطار، وتلك المسؤولية الكاملة تفضي إلى واجبات أسرية حتمية، عن طريقها تعرف الأدوار وتمنح المهام للأفراد مستقبلا، وذلك بالاهتمام بهم صحيا «نفسيا وجسمانيا»، من خلال العناية بالأفكار والمشاعر والسلوك، وهذا يعني تنشئتهم نشأة إنسانية أخلاقية فيها من المبادئ والقيم ما يجعلهم يشعرون بالأمن النفسي بجانبية الفردي والاجتماعي، فيثقون بأنفسهم وما لديهم من إمكانات وقدرات تمنحهم الثقة والعزة والأنفة والشموخ، وصولا إلى الانتماء والفخر والهدوء والاستقرار النفسي، كما أن من الواجبات الأسرية أيضا توفير الرعاية وكافة الاحتياجات المادية والمعنوية حسب الاستطاعة.
الحقوق الشرعية
وقال خبير الشؤون الإدارية والقانونية عبدالعزيز الزهراني: الشرع أوضح المعنى الحقيقي للأدوار الأسرية، فكفل للإنسان حقه أدبيا ومعنويا، كما أمر بأن يأخذ كل صاحب حق حقه، وهذا يعني أن الأقربين أولى بمنحهم حقوقهم بأخذ مالهم ودفع ما عليهم، ولذلك فالدور الفردي حق مشروع لكل شخص في العائلة، والدور الجماعي حق مشروع للأسرة، وهذا دليل على أن الاختيار حق مشاع وواجب لجميع الأفراد، بينما الإجبار حق تربوي محدود، وأن زيادته تدل على نقص وفقر معرفي إلا في بعض الأشياء، التي تخالف الشرع والقانون، لأن الإجبار قد يؤدي إلى التنافر والتناحر وعدم الاحترام.
توزيع الأدوار
وتابع: من أجل ذلك، فإن توزيع الأدوار الأسرية تحتاج إلى مهارات علمية وعملية وإلى خبرات رائدة، لأن المهارات الوالدية في توزيع المهام والأدوار على الأبناء تعني تقبلهم لها والإيمان بها والدفاع عنها، وبالتالي تطبيقها وتنفيذها بكل أريحية وفق نظام أسري مقبول من الجميع يساعد على تكيف الفرد مع ذاته وتوافقه مع الآخرين من أفراد العائلة، فمثلا عندما يتعلم الابن مهارة فن إتقان الدور، فإنه يرفع من معدل الترابط والتكامل داخل الأسرة، بل إنه بسلوكه يزيد من أواصر المحبة والدعم الجماعي بين باقي الأفراد، فتصبح مهارات التفاعل والتكاتف والتماسك والمساندة طبيعية بالأسرة، ما ينعكس على المجتمع مستقبلا، وبهذا تشارك الأسرة في خلق جيل حضاري راقٍ بعيد عن الأنانية وحب الذات، التي غالبا ما تقود إلى التفكك الأسري والانحرافات السلوكية.
فن العلاقات
وأضاف إن مهارة احترام دور الآخر تعد قيمة عالية في فن العلاقات الاجتماعية، ومدعاة إلى تأصيل ثقافة الحوار واتخاذ القرار، بل إنها تأكيد على إيجابية التربية الوالدية ومخرجاتها، وهذا دليل آخر على أن الأسرة هي حجر الزاوية للتمدن والتحضر والتقدم الاجتماعي، ومن هنا تعم الفائدة المجتمعية.
وعاء تربوي ثقافي يؤهل الأبناء ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع
الاختيار واجب لجميع الأفراد بينما الإجبار حق تربوي محدود
توزيع الأدوار الأسرية يحتاج إلى مهارات علمية وعملية من الوالدين