وعلى مستوى المملكة، اعتبر مارك أكرمان، القيادي بإحدى الشركات المقدمة لخدمات الحوسبة السحابية في المنطقة، أن السوق السعودية أحد أكثر الأسواق جاذبية، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن على المستوى العالمي، واصفًا تلك السوق بأنها شابة وطموحة للغاية، إذ تمثل المملكة 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي، مما يجعلها وجهة مثالية للشركات العالمية التي تتنافس على دخولها، أو توسيع حصتها فيها.
تحول استثنائي
ووصف أكرمان التحول الذي تشهده المملكة بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -يحفظه الله- بـ«الاستثنائي»؛ كونه ينتقل بالبلاد من النفط إلى الاستثمار في قطاعات مختلفة لتنويع مصادر الدخل، مشيرا إلى أنها قطعت أشواطا كبيرة في التحول الرقمي.
وكشف عن أن شركته كمؤسسة أمريكية، بصدد تأسيس أول شركة سعودية تدعم سياسة الحوسبة السحابية، مؤكدًا أن الاستثمار في المملكة يتناسب وطموحات نمو شركته والعديد من الشركات الأخرى المتخصصة في هذا القطاع.
تجربة أفضل
وأشار الخبير المتخصص إلى أهمية الاهتمام بالاستثمار في البنية التحتية، وتمكين الشباب السعودي، لدعم سياسة الحوسبة السحابية، موضحًا أن تلك التقنية تعمل على مساعدة الحكومات والمؤسسات على العمل بشكل أفضل، من خلال تسيير العمل مباشرة عبر المؤسسة لتقليل كمية الأنظمة التي يتعيّن على الناس التعامل معها، مما يجعل التجربة أفضل بكثير عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع كل من المواطن والعميل.
وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يزال هناك مجال كبير لتحسين التجربة التي يحصل عليها مواطنو وعملاء المملكة من التقنية المتاحة حتى اليوم، مستطردًا: ونحن نعمل عن قرب مع الوزارات والمنظمات لمساعدتها على خلق تجربة أفضل بكثير، من خلال ربط الأنظمة المختلفة من مشاركة العملاء والمواطنين، وصولًا إلى سير العمل في المكاتب الوسطى والخلفية، بهدف المساعدة في دفع سير العمل.
قطاعات مستهدفة
ووصف أكرمان المنافسة في السوق السعودية، بأنها قوية جدًّا، في جميع المجالات، غير أنه رأى أن شركته قادرة على أن تصبح قائدة للسوق في مجالها، باعتبارها منظمة لديها منصة واحدة مع نظام واحد للسجل، وقاعدة بيانات واحدة، وتوجه واحد من التعليمات البرمجية لخدمة جميع الأجزاء المختلفة من منظمات أو وزارات حكومية.
وعن القطاعات التي تستهدفها الحوسبة السحابية، قال: تتمثل في الخدمات المصرفية للاتصالات الحكومية والوزارية، والنفط والغاز، علاوة على التأمين، والاتصالات السلكية واللا سلكية والوزارات، والصحة والتعليم والتصنيع، مضيفًا: ونتطلع إلى بناء حوسبة سحابية سعودية متوافقة مع جميع اللوائح داخل المملكة، ومن خلال المنصة الواحدة، وقاعدة البيانات الواحدة، والبنية الواحدة، سنكون قادرين على تقديم شيء متميز في داخل المملكة، والحفاظ على موقع البيانات الذي لا يستطيع منافسونا تقديمه اليوم.
دوافع رئيسية
وبخصوص الدوافع الرئيسية التي ستشكل قطاع التقنية في السعودية، عبّر أكرمان عن اعتقاده بأن أهم الدوافع يتمثل في الانتقال إلى الحوسبة السحابية، حيث توجد مشاريع لدمج مراكز البيانات، وبدء استخدام خدمات الحوسبة السحابية فائقة السعة من جانب عدد من الشركات، فالوزارات ومنظمات القطاع الخاص تحتاج إلى التحرك صوب الحوسبة السحابية، لدفع السوق في الاتجاه الصحيح، حيث يتم نقل الأعمال بشكل أسرع، وتحرك المملكة بالسرعة التي تحتاجها أهداف رؤية 2030 ورقمنة المملكة.
