DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

«البشت الحساوي».. منتج محلي أصيل يزين المحافل العالمية

زي متوارث ذو رمزية ثقافية واجتماعية خليجيا وعربيا

«البشت الحساوي».. منتج محلي أصيل يزين المحافل العالمية
يتضمن مهرجان «البشت الحساوي» الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة من 15 إلى 21 يونيو الجاري، العديد من الأنشطة التي تعكس الإرث الثقافي التاريخي لفنون الحياكة اليدوية في الأحساء، وفي مقدمتها صناعة البشوت، وانفردت محافظة الأحساء بصناعة وحياكة وتطريز «البشت الحساوي» المنتج الأصيل ذي الرمزية الثقافية والاجتماعية خليجيا وعربيا، فكان حاضرا في المحافل المحلية والدولية، لما تميز واشتهر به من جودة صنع، ودقة وإتقان، ومهارة عالية، ولمسات جمالية، ما جعل له اسما خاصا يميزه ويعرف به هو «البشت أو المشلح الحساوي».
إقبال دائم
يقول حبيب بوخضر المشرف على المشاركين في صناعة البشت في المهرجان: يحرص الكثير على ارتدائه في المناسبات والاحتفالات، لما يميز «البشت الحساوي» من صورة جمالية بارزة، وحياكة يدوية دقيقة، وتطريزه بأنواع الخيوط الحريرية والزري الذهبي أو الأصفر والفضي والأبيض والأحمر، وتستعمل في تفصيله ومقاساته أشكال مختلفة من الأقمشة الداكنة والفاتحة بحسب الأذواق، وشراء البشوت والطلب عليها مستمر طوال السنة، ويزداد في المناسبات والاحتفالات والأعياد، ولا يقف لبسه على كبار السن، بل يتفاخر الشباب وصغار السن بارتدائه، حسب المناسبات ورغبة الزبائن في الشكل والمظهر، ويفضل البعض ارتداء ألوان معينة، منها اللون السكري «البيج» لهدوئه، والأسود، والأبيض، والبني، والعودي.
وأضاف: البشت الحساوي يصدر إلى مختلف الدول العربية والعالمية، ومن أبرز أنواعه من حيث الحياكة: الملكي، والمخومس، والمتوسع، والطابوق، والمروبع، والمقطع، وغلاء البشت الحساوي يعود إلى جودة المواد المستخدمة والمهارة التي يحتاجها في حياكته وصناعته باستخدام الزري المذهب المستورد من ألمانيا أو فرنسا أو الهند، واستخدام الأقمشة اليابانية وحياكته بالخيوط القطنية القوية، فيتميز بدقة العمل والجودة التي تستغرق في المشلح الواحد من 12 إلى 15 يوما أو أكثر، ويجب الحفاظ على حرفة صناعة البشوت وتطويرها.
مهنة متوارثة
وتابع: تعود حياكة المشالح في محافظة الأحساء إلى عقود من الزمان، عرفت بعض العائلات بامتهانها، وامتلاك المهارة والخبرة والحرفة في صناعتها، وتوارثها الأبناء من الآباء، للمحافظة عليها من الاندثار، في ظل تراجع الشباب في الإقبال على الحرف اليدوية، وتتراوح أسعار البشوت حسب صناعتها ودقتها وجودة الحياكة والأقمشة ونوع خيوط الزري المستعمل ما بين متوسطة وباهظة الثمن، من 1500 إلى 7000 ريال، ويصل الزري الألماني مع القماش الياباني إلى 3000 ريال، ومع الكشميري من 5000 إلى 6000 ريال، وهناك ما هو أعلى من هذا السعر، وهناك بشوت عمرها 80 عاما وأخرى 50 عاما، ونحن حريصون على العناية بها والمحافظة عليها كإرث ثقافي للأجيال القادمة.
شهرة أحسائية
ويقول الحايك عبدالله عيسى الحمد «54 سنة»: البشت الحساوي يمتاز بدقة حياكته يدويا عبر استخدام خيوط الحرير والقطن والصوف، وتطريز حواشيه بالزري الذهبي والفضي، وتمثل مهنة صناعة وحياكة المشالح الأحسائية الأشهر على مستوى العالم، من المهن الخالدة التي امتهنها وأتقن صنعها وحياكتها العديد من العائلات الأحسائية لأكثر من قرن من الزمن، وارتبطت بالأحساء كأول المدن التي بدأت صناعة وحياكة المشالح، وأحد أهم الأسواق المنتجة والمصدرة للمشالح في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وتمتد فترة حياكته من 10 أيام إلى 6 أشهر، ويمر بسبع مراحل هي التركيب، الطوق، الهيلة، البروج، المقصر، ومرحلة القيطان والخبانة، وصولا إلى مرحلة البرداخ التي يضرب فيها الزري ويبرز لونه الذهبي، وأصعب ما يواجه صانع البشت التعب الجسدي وضعف النظر، لأن المهنة تحتاج إلى إتقان وصبر ودقة في العمل، لكن الممارسة وحب المهنة جعلنا ننسى هذا التعب، وتضع وزارة الثقافة يدها على مواضيع مهمة وتاريخ يجب ألا ينسى، فصناعة المشالح لن تموت لأنها رمز وطني عريق.
مصدر دخل
أما حائك المشالح يوسف خليفة المسلم «54 سنة» فيقول: يعمل على المشلح 5 أشخاص متخصصون في مختلف أقسام حياكته المتمثلة في: تركيب الهيلة، السموط، البروج، وتركيب المكسر، والأحسائيون حولوا مجالسهم إلى أماكن تعليم صناعة وحياكة المشالح، فيرسلون أبناءهم منذ الصغر لتعلم المهنة، ويستغرق الأمر نحو 5 سنوات، يتدرج خلالها في تعلم أمور الحياكة بطي خيوط المشلح وتنظيفه، والتدريب على كيفية غرز الإبرة، وأخذ المقاسات على قطع القماش، والتدرب على الخيوط النحاسية التي يعتمد عليها في خياطة المشلح، والحائكون الأحسائيون يعمدون إلى تعليم أبنائهم هذه المهنة بهدف تكوين مصدر دخل إضافي للعائلة، غير أن ظهور الطفرة الصناعية واكتشاف النفط أسهم في انتقال الكثير من الحائكين للعمل في الشركات الصناعية، فأصبحت ممارسة الحياكة نوعا من الهواية.
وأضاف: الطلب على المشلح الأحسائي اليدوي لا يزال قائما بشكل كبير، والبشت المزري بالزري الألماني يعد من التحف الثمينة التي يحرص على اقتنائها الكثيرون، كما أن البشت زي لم يقتصر على الرجال، بل يدخل في الأزياء النسائية كالعبايات والجلابيب والدقلات.