ومضى يقول: «القوات المسلحة لروسيا الاتحادية تواصل ضرب الأهداف العسكرية على أراضي أوكرانيا».
وأفاد كوناشينكوف بأن صواريخ كاليبر طويلة المدى استهدفت مقر قيادة في منطقة دنيبروبتروفيسك، مما أدى إلى مقتل جنرالات وضباط أوكرانيين من وحدات منها هيئة الأركان العامة.
ولم يتسنَ لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من تفاصيل الضربات الروسية على أوكرانيا أو حصيلة ضحاياها.
وقالت روسيا أيضا: إنها دمرت عشرة مدافع هاوتزر إم777 عيار 155 مليمترا وما يصل إلى 20 مركبة عسكرية في مدينة ميكولايف الأوكرانية، كانت الدول الغربية زوّدت كييف بها خلال الأيام العشرة الماضية.
صواريخ «إسكندر»
وأكد كوناشينكوف أن صواريخ «إسكندر» قصفت محطة خاركيف لإصلاح الدبابات في أوكرانيا، فدمّرت نظامين متعددين لإطلاق الصواريخ.
في المقابل، قال مسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية، أمس: إن الوضع شمالي خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، صعب للغاية، حيث تحاول القوات الروسية الاقتراب من أجل قصفها مرة أخرى.
وأبلغ فاديم دنيسينكو مستشار وزير الداخلية التليفزيون الأوكراني «تحاول روسيا جعل خاركيف مدينة على خط المواجهة».
كما قال رئيس الإدارة الإقليمية فالنتين ريزنيشنكو في رسالة عبر الإنترنت إن مستودعًا لتخزين الوقود في بلدة نوفوموسكوفسك بشرق أوكرانيا انفجر أمس الأحد، مما أسفر عن مقتل شخص وجرح اثنين، وذلك بعد أن أصيب في وقت سابق بثلاثة صواريخ روسية.
وقال ريزنيشنكو الليلة الماضية: إن 11 شخصًا أصيبوا في الضربة نفسها.
وذكر في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، أن رجال الإطفاء ما زالوا يحاولون إخماد الحريق الناجم عن الضربة الصاروخية بعد نحو 14 ساعة من وقوعها.
وتقع نوفوموسكوفسك إلى الشمال الشرقي من العاصمة الإقليمية دنيبرو.
في غضون هذا، أفاد الجيش الروسي أن ما يقرب من مليوني شخص تم نقلهم إلى روسيا من المناطق المتنازع عليها في أوكرانيا.
وقدر ممثل لوزارة الدفاع العدد الإجمالي للأوكرانيين المنقولين بـ 1.936 مليون، بينهم 307 آلاف طفل.
«الأمان» الروسي
وقال ممثل الدفاع الروسية الكولونيل جنرال ميخائيل ميزينتسيف: إن يوم السبت وحده، تم إجلاء 29730 شخصًا إلى روسيا، من بينهم 3500 طفل.
ويقول الجانب الروسي: إن نقل الأشخاص يتم من مناطق القتال ومن المناطق الانفصالية في دونيتسك ولوجانسك إلى «بر الأمان» في روسيا.
واتهمت أوكرانيا روسيا بعدم السماح لهؤلاء الأشخاص بالفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها حكومة كييف.
ومن وجهة نظر أوكرانيا، تقوم موسكو بترحيل المواطنين الأوكرانيين، فيما يحاول العديد منهم مغادرة روسيا والسفر إلى دول ثالثة.
من جهة ثانية، أفادت وزارة الدفاع البريطانية، بناء على معلومات من الاستخبارات البريطانية، بأن القوات الروسية والقوات الأوكرانية تعاني على الأرجح من معنويات «متقلبة» وحالات فرار من الخدمة.
وكتبت الوزارة في آخر تحديث لها على موقع تويتر: «من المرجح أن تكون القوات الأوكرانية قد عانت من حالات فرار من الخدمة في الأسابيع الماضية، ومع ذلك، من المرجح بشدة أن تكون المعنويات الروسية مضطربة بشكل خاص».
ويضيف التقرير: «إن حالات رفض وحدات روسية كاملة للأوامر والمواجهات المسلحة بين الضباط وجنودهم مستمرة».
وكتبت الوزارة أنه «من بين الدوافع وراء انخفاض الروح المعنوية الروسية القيادة السيئة المتصورة والفرصة المحدودة لتناوب الوحدات في الخروج من القتال، والخسائر البشرية الفادحة للغاية، وضغوط القتال، واستمرار ضعف الخدمات اللوجستية، ومشكلات الأجور».
منطقة الاشتعال
وأشارت «الدفاع» البريطانية إلى أن الجانبين واصلا عمليات القصف المدفعي المكثف على شمال وشرق وجنوب منطقة الاشتعال في سيفيرودونيتسك في الأيام الأخيرة، مع «عدم تغيير يُذكر في خط الجبهة».
وتصدر الحكومة البريطانية تحديثات استخباراتية منتظمة منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وتتهم موسكو لندن بإدارة حملة تضليل مستهدفة.
من ناحيته، تعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستعادة المناطق التي تحتلها القوات الروسية في جنوب بلاده.
وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو، بعد فترة وجيزة من عودته من زيارة للخطوط الأمامية في الجنوب «لن نسلم الجنوب لأي شخص، وسنستعيد كل ما يخصنا».
كما تعهّد باستعادة الوصول الآمن إلى البحر.
وقال زيلينسكي: إن أوكرانيا ستبذل قصارى جهدها لاستئناف الصادرات الغذائية من موانئها، بمجرد ضمان سلامة ذلك بمساعدة دولية.
وسيطرت القوات الروسية على مناطق واسعة في جنوب أوكرانيا منذ انطلاق الحرب، وأصبحت تسيطر على كامل ساحل أوكرانيا على بحر آزوف، وعلى أجزاء من ساحلها على البحر الأسود.
وكانت روسيا قد ضمت بالفعل شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
على صعيد متصل، حذر كل من أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بشكل منفصل، أمس الأحد، من أن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي قريبا.
حرب طويلة
وقال ستولتنبرج، لصحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية: «يجب أن نعد أنفسنا لحقيقة أنها (الحرب) قد تستمر لسنوات».
أما جونسون فكتب في صحيفة «ذا تايمز» بعد عودته من زيارة إلى كييف: «أخشى أننا بحاجة إلى إعداد أنفسنا لحرب طويلة، حيث يلجأ (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لعملية استنزاف».
كما قال ستولتنبرج: «يجب أن نعد أنفسنا لحقيقة أنها (الحرب) قد تستمر لسنوات»، وأضاف أنه لهذا السبب لا ينبغي التراخي في دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
وأعرب عن اعتقاده بأن تكاليف استمرار الحرب مرتفعة، نظرًا لأن المساعدات العسكرية باهظة الكلفة ولارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، لكنه رأى أن هذا لا يمكن مقارنته بالثمن الذي تدفعه أوكرانيا كل يوم من حياة العديد من الناس.
وحذر ستولتنبرج من أنه في حال عدم مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل حاسم «فإننا سندفع ثمنًا أعلى بكثير».
وتوقع ستولتنبرج أن تتمكن أوكرانيا من طرد القوات الروسية مرة أخرى من منطقة دونباس بمساعدة المزيد من شحنات الأسلحة القادمة من الغرب «فالأوكرانيون يدافعون عن أنفسهم بشجاعة في مواجهة الغزاة الروس».
في الوقت نفسه، أكد ستولتنبرج أن الحلف لن يخوض المعارك بنفسه، نحن نساعد أوكرانيا لكننا لن نرسل جنودًا من الناتو إلى هناك.
وقال ستولتنبرج: إن الحلف عزز قدراته الدفاعية في إشارة واضحة إلى موسكو من خلال وضع 40 ألف جندي تحت قيادة الناتو.