يرى أن فعل الأشياء الأفضل هو نهج حياته دون خوف من فشل، كون "الفشل خيار، إذا لم تفشل وتجرب فأنت لا تبتكر بشكل كافي"، هكذا يرى.
لم تمر سنوات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ابن الـ51 عاماً، من دون إنجازات أثّرت في البشرية ومستقبلها، بفضل المثابرة والتعليم المستمر وعدم الاستسلام.
وسيطرت مبادئ عظيموف على إيلون ماسك العالم الشاب ورائد علوم الحوسبة ومطور السيارات الكهربائية والحالم باستصلاح المريخ وتسهيل السفر إليه.
الأغنى والأكثر نفوذا
في ديسمبر 2016، اختارته مجلة "فوربس" ليكون في المرتبة 21 في قائمة أكثر الرجال نفوذا في العالم، وفي أكتوبر 2021، قُدر صافي ثروته بـ320,9 مليار دولار لصبح أغنى رجل في العالم وأول شخص تتخطى ثروته 300 مليار دولار في التاريخ، وحتى كتابة هذه السطور بلغت ثروته 219 مليار دولار، وما زال متربعاً على قمة قائمة أثرياء العالم.صنع ماسك أمواله من العلم، بدء مهندساً لعلوم الحاسب ومطوراً في مجال البرمجة، ثم من رواد مجال غزو الفضاء، والنقل فائق السرعة من أجل تحقيق حلمه بعالم جديد.
والعالم الذي يحلم به ماسك، أقرب ما يكون لخيالنا وما نشاهده في أفلام الخيال العلمي عن الحياة في المستقبل، بسياراته الكهربائية الطائرة ورحلاته اليومية إلى الكواكب الأخرى وكذلك الانتقال والنقل بسرعة فائقة عبر أنابيب تحت الأرض وعبر البحار والمحيطات.
Starship SN24 in the High Bay pic.twitter.com/vDZ4yBV1MF— Elon Musk (@elonmusk) June 15, 2022
خطوات نحو المريخ
تعلم ماسك، المولود في جنوب إفريقيا، علوم برمجة الكمبيوتر ذاتيا وهو في سن 12 عاما، ثم انتقل مع عائلته إلى كندا وشرع في رحلة تعليم جامعي غير مستقرة، رافقتها نجاحات على المستوى العملي كانت تتضافر من أجل تحقيق حلمه نحو الفضاء.لم يقضِ سوى عامين في جامعة كوينز الكندية، حتى بدأ دراسة الاقتصاد في جامعة بنسلفانيا، ودرس أيضا الفيزياء إلى أن حصل على البكالوريوس في هذا التخصص، وتعمّق في هذا التخصص وحصل على دكتوراه في الفيزياء التطبيقية وعلوم المواد، وتوجه بعدها لريادة الأعمال.
ومع هذه الدراسات كانت هناك مسيرة مهنية موازية بدأت بتأسيس عدد من الشركات تعتمد على مواقع إنترنت، أولها شركة زيب2 ZIP2 التي أسسها مع أخيه وتمكن من بيعها في عام 1999 بمبلغ 340 مليون دولار، وشركة باي بال التي استحوذ عليها موقع إيباي مقابل 1.5 مليار دولار عام 2002.
وفي العام نفسه، بعد أن دخل ماسك نادي المليار، أسس "سبيس إكس" لتصنيع وإطلاق مركبات الفضاء، لتكون طريقه نحو المريخ.
سبق ذلك في عام 2001، إطلاق ماسك مصطلح "واحات المريخ" بهدف بناء صوب زراعية تجريبية لزراعة المحاصيل على سطح الكوكب الأحمر بالاعتماد على تسميد الحطام الصخري.
Watch Falcon 9 launch 53 Starlink satellites to low-Earth orbit https://t.co/FHNtCC2xqJ https://t.co/2GBQjLMNTt— SpaceX (@SpaceX) June 17, 2022
محاولة من العالم الجسور ورجل الأعمال الناجح لتعمير الفضاء والبدء في تمهيد العيش على أسطح الكواكب الأخرى.
وبعد مرور السنوات، تعتبر شركة "سبيس إكس" أكبر شركة خاصة منتجة لمحركات الصواريخ في العالم، والتي أنتجت ما يزيد عن 100 محرك مرلين ون دي، وهو يعد أقوى محرك في العالم بالنسبة لوزنه.
وفي لقاء له عام 2011، صرح بأنه يأمل في إرسال البشر إلى المريخ في غضون 10-20 عامًا.
وفي السيرة الذاتية التي كتبها أشلي فانس، صرح ماسك بأنه يريد إنشاء مستعمرة على سطح المريخ بحلول عام 2040، يبلغ عدد سكانها 80 ألف إنسان.
وأضاف أنه نظرا لافتقاد الغلاف الجوي للأكسجين، فإن كل وسائل النقل ستعمل بالكهرباء (سيارات كهربائية، قطارات كهربائية، طائرات كهربائية).
وأطلقت الشركة منذ ذلك الحين عددا من الرحلات السياحية إلى الفضاء، واستطاعت أن تحظى بلقب أول شركة أمريكية خاصة تطلق رحلات إلى الفضاء.
وكانت الشركة في الأساس تقدم خدمات إعادة الإمداد التجاري إلى محطة الفضاء الدولية عن طريق مركبتها لصالح وكالة الفضاء الفيدرالية الأمريكية (ناسا)، بينما كان هدفها في عام 2018 الوصول إلى الأراضي الناعمة على المريخ؛ لتصبح أول بعثة تهدف إلى استعمار الكوكب الأحمر.
تسلا
بعد دخوله نادي أصحاب المليارات، وبعد الأزمة المالية التي ضربت العالم في عام 2008، تولى ماسك منصب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا موتورز مع منصب المهندس المنتج وما زال يحمل هذين المنصبين إلى الآن.وتسمى أول سيارة كهربائية صنعتها الشركة تسلا رودستار، وهي سيارة رياضية بيع منها ألفين و500 سيارة إلى 31 بلد.
وفي 2012، بدأت تسلا في تسليم سيارتها النموذجية "تسلا إس" كاشفة عن منتجها "تسلا إكس"، ذات الدفع الرباعي / ميني فان.
ولم يكتف ماسك بتصنيع السيارات الكهربائية بل صنع وباع أنظمة توليد الطاقة الكهربائية إلى شركات، مثل مرسيدس وتويوتا، ما دفع الشركتان العملاقتان إلى الاستثمار طويل المدى في شركة تسلا.
الهيبرلوب
يواصل ماسك دفع أحلامه نحو التحقق على أرض الواقع، وكلها في سبيل حضارة أكثر حداثة وأبعد ما تكون عن ما يراه عصراً مظلماً، ومنها تقنية "هيبرلوب" القائم على النقل فائق السرعة عن طريق كبسولات في أنفاق معدة خصيصا.وتستطيع كل كبسولة حمل نحو 20 راكبا، ويمكن إطلاق كبسولة للركاب كل 30 ثانية في الخط الواحد دون أي مشكلة أو خطر الاصطدام أو الخروج عن المسار.
تفوق سرعة "هايبرلوب" سرعة الصوت ولها قدرة قطع المسافة ما بين نيويورك بالولايات المتحدة والعاصمة الصينية بكين في ساعتين، وبين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو في 35 دقيقة.
المُنتقد دائما:
على الرغم من تطلعه الدائمة، غير إنه لا يخلو من الانتقادات التي طالته، بعدما فصلت "سبيس إكس" 5 موظفين انتقدوا إيلون ماسك، وكتبوا رسالة ووزعوها وحثوا فيها المديرين التنفيذيين على جعل ثقافة الشركة أكثر شمولا.وقالت الرسالة "يجب أن تفصل سبيس إكس نفسها بسرعة وبشكل واضح عن الطابع الشخصي لإيلون وأن تحمل كل القيادات المسؤولية وبصورة متساوية عن جعل سبيس إكس مكانا رائعا للعمل للجميع، بالإضافة إلى تحديد جميع أشكال السلوك غير المقبول والتعامل معه بنمط موحد".
أموال ضخمة
أيضا واجه الملياردير الأمريكي انتقادات كثيرة بعد استحواذه على موقع تويتر مقابل 44 مليار دولار.يرى كثيرون أن إنفاق هذه الأموال الضخمة كانت أولى للأعمال الخيرية، وهو ما رد عليه ماسك خلال مروره على السجادة الحمراء بمناسبة حفل ميت غالا في نيويورك، قائلا: "حسنا، أنا أقوم بالكثير من الأمور الخيرية، كما أن شركاتي تهدف حقاً إلى فعل الخير لمستقبل البشرية".
Elon Musk on his critics, the future of humanity and bringing his mom to the #MetGala. pic.twitter.com/wlcHlqbcy9— Entertainment Tonight (@etnow) May 3, 2022
الرئيس الأمريكي:
جو بادين رئيس الولايات المتحدة سخر من ماسك أيضا، قائلاً: "أتمنى لماسك حظاً سعيداً في رحلته إلى القمر"، وذلك على خلفية رغبة الأخير في التخلص من 10% من موظفي "تويتر".تسريح العمالة
كما هدد الملياردير الأمريكي موظفي "تسلا" بالفصل إذا لم يعودوا للعمل من المكتب؛ وذلك بعد عامين من عملهم من المنزل من جرَاء جائحة كوفيد–19.وتداول مستخدمو “تويتر” رسالة إلكترونية أرسلها “ماسك” إلى موظفيه جاء فيها: "أي شخص يرغب في العمل عن بُعد، يجب أن يكون في المكتب لمدة 40 ساعة على الأقل (وأعني أن هذا هو الحد الأدنى) في الأسبوع، أو يغادر تسلا".
ولم يُكذِّب "ماسك" التقارير التي أشارت إلى رغبته في التخلص من 10% من موظفي الشركة؛ ما أدى إلى هبوط أسهمها بنسبة تجاوزت 8%.