في صعود جديد للمهاجرين، نجحت عاملة النظافة الفرنسية راشيل كيكي، ذات الأصول الإيفوارية في الفوز بكرسي في الدائرة السابعة داخل البرلمان الفرنسي خلال الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية لتكون ضمن الـ577 عضوا الذي يتشكل منهم البرلمان.
وما يميز كيك عن باقي المرشحين الآخرين، أنها تدخل عالم السياسة والانتخابات لأول مرة وهذا لم يمنعها من امتلاك شعبية وسط الفرنسيين منذ إعلان ترشحها.
وفازت كيكي (48 سنة) بنسبة 50.30% بفارق 177 صوتا متفوقة على وزيرة الرياضة وبطلة السباحة السابقة، روكسانا ماراسينيانو التي جاءت في المركز الثاني بنسبة أصوات وصلت إلى 49.70%، وخاضت كيكي معركة لمدة 22 شهرا مع زملائها في فندق "Ibis Batignolles" لمساعدتهم في الحصول على أجور أعلى لتحسين ظروف العمل، وهي الواقعة التي دفعت الأحزاب اليسارية لاجتذابها للترشح في قصر بوربون (الجمعية الوطنية).
« L’Assemblée nationale va trembler ! » #circo9407 pic.twitter.com/hhruUSO0iS— Rachel Keke (@KekeRachel) June 19, 2022
انتصار تاريخي
راشيل كيكي أضحت أول عاملة تنظيف تسجل نفسها عضوا في الجمعية الوطنية بعد فوزها في مقعد إقليم "فال دو مارن" في الحي السابع وسط باريس، وقفت كيكي أمام الأشخاص الداعمين لها قائلة: "هذا الانتصار تاريخي، سأكون نائبة مثالية، وأريد أن أنظف الجمعية الوطنية"، ووصفت ما حصلت عليه بأنه مشابه لكأس العالم.
وانتصرت كيكي في معركتها ضد الفندق الذي كانت تعمل فيه عندما رفعت الأجور لها ولزملائها من 600 يورو شهريا إلى 1000 يورو، لتصبح أولى معاركها ثم تفوز بالبرلمان ضد وزير الرياضة السابقة التي تلقت دعم غير مسبوق من قبل رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، وتستعد راشيل لتقديم رؤيتها السياسية خلال السنوات الـ5 المقبلة، ما يحدد إمكانية ترشحها لمرة ثانية أو اكتفاء الداعمين بمساندتها هذه المرة فقط.
أسرة فقيرة
وهي أم لـ5 أولاد، ولدت 1974 في مدينة آبوبو بشمال أبيدجان- العاصمة الاقتصادية لساحل العاج- لأم كانت تبيع الملابس وأب يعمل سائق حافلة.
بعد أن توفيت والدتها في عام 1986، وجدت كيكي نفسها مسؤولة عن إخوانها وأخواتها، وهي في الـ12 من عمرها.
في عام 2000 وصلت المهاجرة الإيفوارية لفرنسا، وهي في الـ26 من عمرها. وبدأت العمل مصففة شعر قبل دخولها عالم الفندقة. وكالعديد من المهاجرين لم يكن مسارها في فرنسا سهلا بالمرة في بدايته.
وبعد 15 عاما من وصولها، حصلت أخيرا على الجنسية الفرنسية في عام 2015.
وقالت: "أريد الدفاع عن الذين لا نراهم والفقراء، ولا أعرف كيف أمارس السياسة".