ثروة مهدرة
وأضاف أن عادة تناوله للمشروب الغازي كانت تقتطع من أمواله نحو 24 دولارا يوميا، ما يوازي تقريبا 8 آلاف و500 دولار في العام.
وأوضح أنه كان يستمتع بتعاطي المشروب الغازي بديلا عن الماء، مشيرا إلى أنه عكف على إدمانه منذ أن كان في العشرينيات من عمره، مرجعا ذلك إلى حاجته إلى السكر لعمله أثناء الليل.
وأقر بأن ما وصفه بـ"الثروة" التي أنفقها على المياه الغازية كانت تكفي لشراء سيارة.
كوب ماء للمرة الأولى
وقرر كيوري الإقلاع عن إدمان شرب المياه الغازية بعدما حذره الأطباء من احتمال إصابته بالسكري.
واستعان في محاولته التخلص من الإدمان بالطبيب والمتخصص في التنويم المغناطيسي في لندن ديفيد كيلموري، قائلا "بعد جلسة واحدة فقط من العلاج بالتنويم المغناطيسي عبر الإنترنت دامت لـ 40 دقيقة، أصبح قادرا على شرب كوب من الماء للمرة الأولى منذ 20 عاما".
بدوره، قال الطبيب المعالج: "إن إدمان كيوري كان إلى حد بعيد أسوأ إدمان على السكر سمعت به. فهو نوع خطير للغاية من الإدمان، ويشكل ضغطا هائلا على الأعضاء الحيوية".
أضرار المياه الغازية
اعتاد الكثيرون على اعتبار المياه الغازية مكملة للوجبات، على الرغم من مخاطرها المعلنة على الصحة العامة.
وكان المدون البريطاني نيراج نايك رصد تأثير المياه الغازية على مختلف وظائف الجسم على مدار الساعة عبر مدونته "The Renegade Pharmacist".
وقال المختص في البحوث العلمية الطبية إن أول 10 ثواني من شرب المياه الغازية يستقبل الجسم ما يعادل 7 ملاعق سكر، والتي تزيد عن الحد الأقصى لاستهلاك السكر اليومي الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، وهو 6 ملاعق على مدار اليوم.
وأضاف أنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان برغبة في القيء لدى تناول هذا الكم من السكر دفعة واحدة، إلا أن المياه الغازية تحتوي على حمض الفوسفوريك، الذي يمنع ذلك.
وأشار إلى أنه بعد 20 دقيقة من تناول المياه الغازية يصل مستوى السكر في الدم لدرجة قياسية، وعندها يبدأ الجسم في إفراز كمية كبيرة من الإنسولين، ما يدفع الكبد لتحويل السكر إلى دهون.
وبعد 40 دقيقة، تتسع حدقات العين ويرتفع ضغط الدم ويواصل الكبد في ضخ المزيد من السكر في الدم ولتتوقف مستقبلات الأدينوسين في المخ ويصعب الخلود للنوم.
وينطلق هرمون الدوبامين المسؤول عن مشاعر السعادة والارتياح، بعد 45 دقيقة، من تناول المشروب، وبعد 60 دقيقة، يقوم حمض الفوسفوريك بربط جزيئات الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك في الجهاز الهضمي، ما يؤثر على عملية الأيض.
يشار إلى أنه كلما زادت كمية السكر، تزيد عملية فقدان الكالسيوم مع البول، فبعد أكثر من ساعة يشعر الإنسان برغبة في التبول، ويفقد الجسم الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك الضرورية للعظام.
وتؤدي زيادة نسبة السكر بالدم إلى شعور بالعصبية والاضطراب وربما الشعور بالإرهاق.
بديل أفضل
في السياق نفسه، بيّن استطلاع للرأي أجراه باحثون بمدرسة هارفارد للصحة العامة أن الفتيات اللواتي يتناولن المشروبات الغازية ويمارسن الرياضة بشكل مكثف أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام بمقدار 3 أضعاف، مقارنة بغيرهن.
ويعد شرب العصائر والمياه والمشروبات الدافئة من الأعشاب هي أفضل بديل لتناول المياه الغازية، إذ تساعد على الهضم وتحسن الدورة الدموية في الجسم.
