أولئك الذين يسعون لحرف الحقائق وتزييفها أو قلبها والتصيد في المياه العكرة من خلال التشكيك بلقاءاتنا بحاخامات اليهود، فإننا نقول فإننا نقول بأننا نسير على نهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الشفاف، خصوصا ما جاء عنه في رسالته لمالك الأشتر: (يا مالك إن الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وإذا لم يكن أمير المؤمنين، الذي كان بحق (القرآن الناطق)، قد نهانا عمن هو نظير لنا في الخلق بغض النظر عن دينه وعرقه وطائفته، فبأي حق يتم منعنا عن أناس مؤمنين بالله لهم كتاب سماوي؟!
إننا ومن موقعنا الإسلامي، نضع دائما الآية الكريمة 143 من سورة البقرة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، نصب أعيننا ونبذل كل ما بوسعنا من أجل إثبات وتجسيد الوسطية والاعتدال في الإسلام كأمر واقع، هذه الوسطية والاعتدال، الذي تم توضيحه بصورة كاملة من خلال الآية الكريمة 13 من سورة الحجرات (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)، وإننا ولثقتنا الكاملة والمطلقة بما يدعونا إليه الله تعالى من خلال كلامه المجيد، نمضي دونما وجل وبمنتهى الاطمئنان والثقة في هذا الطريق، الذي رسمه وحدده لنا ديننا الحنيف.
*مسؤولية علماء الأمة المبادرة لتوعية المسلمين بتعاليم الإسلام النيرة*
الإسلام الذي لم يكن في يوم ما مدرسة للحقد والفناء والقتل والدمار، كما يحاول اليوم المتطرفون تصويره، إنما كان وسيبقى مدرسة التسامح والتعايش السلمي والمحبة والتعاون والتعاضد الاجتماعي والإنساني، وأن الجماعات والتنظيمات المتطرفة الإرهابية، التي تحاول إظهار الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على الأديان والعالم كله على أنه دين منغلق وانطوائي يعتمد على القتل وإقصاء ونبذ الآخر، ونشر الخوف والذعر والدمار في كل مكان، فإننا نود تذكير البعض المترصد بنا، بأن الدين الإسلامي قد أولى اهتماما استثنائيا بالجانب الأمني للإنسان، كما جاء في سورة قريش (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وإننا نرى أنه من صلب واجب العلماء المسلمين أن يبادروا لأداء دورهم بشأن تأكيد السلام على ضرورة توفير الأمن والاستقرار للإنسان وليس إرعابه وإرهابه، كما يفعل الموتورون، الذين يتصرفون بمنطق (لا تقربوا الصلاة)، حيث تبعيض الآيات وعدم أخذها على شموليتها ومعناها ومقاصدها الأساسية والنهائية.
إننا ومن خلال تحركاتنا ونشاطاتنا على مختلف الأصعدة وبكل الاتجاهات، اضطلعنا دائما بما رأيناه ونراه مطابقا لما دعانا إليه الله تعالى في محكم كتابه الكريم، وقمنا بدورنا الديني بلا محذور ونحن لا ولم ولن نفعل شيئا نستحي منه ولا نخالف القانون، بل عملنا من منطلق إسلامنا، الذي دعانا إلى الانفتاح على الناس أجمعين والدعوة إلى المحبة والتآلف والتعاضد والله وراء القصد.
@sayidelhusseini