ونقص القمح كما هو معروف له تاريخ طويل في إثارة الاضطرابات السياسية، وهو يوجع أكثر الدول الفقيرة، التي يقول قائلها (عض قلبي ولا تعض رغيفي)، وما يحدث من تفاقم الحرب في أوكرانيا مؤثر على معظم دول العالم، ولم يعد سراً أن الطرف الروسي بما يملكه من مقومات ليس عاجزا على حسم الأمور أمام ما يحصل من خلافات بين دول الاتحاد الأوروبي، وهو تكتيك له أبعاده يستخدمه للوصول لغاياته بأقل الخسائر كما صرح أكثر من مسؤول وقائد عسكري روسي.
والأحداث هذه تذكرنا بالصحابي ثمامة بن أثال أمير بني حنيفة -رضي الله عنه- أول مَن فرض الحصار الاقتصادي في الإسلام عندما أسرته سرية بعد غزوة الأحزاب وهم لا يعرفونه، فربطوه بسارية المسجد، فأكرمه النبي -عليه السلام- لثلاث ليال ودعاه للإسلام فلم يفعل، ففك أسره إلا أنه لم يلبث أن أسلم ونطق بالشهادة وذهب مكة للعمرة فعيرته قريش وآذوه، فكان قراره في مقولته الشهيرة (والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم...).
وها هي روسيا اليوم تعتمد على سياسة النفس الطويل في حصارها الاقتصادي، فالموانئ الأوكرانية مخنوقة والمدن محاصرة والسهول ساحات قتال، وبالتأكيد فإن كل أزمة عسكرية تتبعها أزمات سياسية واقتصادية والأشهر القادمة حبلى بالمفاجآت طالما الصراع يهرول نحو التصعيد..
@yan1433