هذا السؤال مع شديد الأسف يدمر ولا يبني، فما الذي يغضبنا من حرص أبنائنا على صلاتهم واستشعارهم قدرة ربهم الذي بيده التوفيق والنجاح والرزق، وهو مَن يجيب المضطر إذا دعاه "جل جلاله"؟!
ومع ذلك لابد أن يعلم الطالب أن من تعرَّف على الله في الرخاء عرفه سبحانه في الشدة، ولذلك لابد من الاستمرار في طاعة الرحمن، فهي أساس النجاح في الحياة القصيرة والدائمة، وأيضًا يجب بذل الأسباب التي تُعين على التفوق، فالصلاة تدفع للخير لا تصد عنه، ولذلك لابد من المذاكرة الجادة، وبذل الجهد الذي يحقق المراد.
كما أتمنى أن يدرك كل طالب وطالبة عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فمَن يحبهم يعوّل عليهم الكثير، ولذلك لابد أن يكونوا أكثر وعيًا ويدركوا أن أساس النجاح – إن لم يكن البقاء- اليوم هو العلم وليس العيش في ظل الوالد أو على أمجاد الماضي أو حبس النفس والفكر في دائرة الاهتمامات الضعيفة التي لا تُسمن ولا تغني، بل حتى الشهادة اليوم -أيًّا كان مستواها- لم تعُد تكفي وحدها، بل تحتاج معها إلى تمكّن من التخصص ومهارات متنوعة تدفع جهات العمل للتنافس على استقطاب صاحبها.
أيضًا أتمنى من الطالب والطالبة أن يدركا أن الوسائل غير الشرعية لن تخرج ناجحًا، بل هي طريق وعر خاتمته لن تكون أبدًا على ما يليق بمَن سلكه.
وأتمنى أن يحذروا من ثلاثة: الجوال لأنه مذبحة للوقت، وهم أحوج ما يكونون لإدارة كل ثانية من ثواني وقتهم، والمذاكرة الجماعية لأن بدايتها خطة مذاكرة ونهايتها كل شيء غير المذاكرة، والمبشّرون بالتشاؤم، فهؤلاء سبب رئيس لكل مرض، فشلوا وأصبحوا يتفننون في نشر فشلهم، ومثل هذا لا يريد لغيره الخير حتى ولو ادعى!
بقي أن أتمنى أن يحذر الطالب من رفاق السوء الذين يزينون له طرقًا تدمّره ولا تبنيه، وإلا فهل رأى أحد في حياته مدمنًا على المخدرات متفوقًا في دراسته؟!
أعرف طلابنا عن قرب، ولذلك يحق لوطنهم أن يُراهن عليهم.
@shlash2020