قال الشاعر سلطان السبهان المشارك في جلسات المعرض: كانت ولم تزل المدينة النبوية منارة للعلم ومصدر إشعاع فكري وحضاري منذ أول مسجد فيها وأول خطبة وأول قصيدة، وهي اليوم تعيد هذا الوجه الثقافي من خلال معرضها الأول للكتاب، الكتاب الذي بات اليوم المنبر الرصين الواعي المميز، ولك أن تلمس بكل فخر وشكر كم لدينا من منابر، كما أن إتاحة الفرصة للمكتبات ودور النشر أن تكون قريبة من قراء المدينة وزوارها والمقيمين فيها من طلبة الجامعة الإسلامية التي تزخر بمئات الجنسيات، لهو أمر بالغ الأهمية وسيترك أجمل الأثر، وفي بلادي أستطيع أن أقول إننا لا نزال كمثقفين نشعر بمزيد من الامتنان لكل هذه الجهود المتتالية التي ترصدها وزارة الثقافة وتعكس من خلال هذا الجمهور رؤية بلادنا المباركة وإستراتيجيتها في دعم الثقافة والكاتب والمؤلف والمثقف بشكل عام.
وأشار إلى أن المعارض التي تقيمها المملكة مؤخرا لها ميزة عن غيرها من خلال حشد الكثير من الفعاليات المصاحبة التي تصب في الهدف العام للرؤية، وتربط الكتاب بباقي فروع الثقافة كالمسرح والفن والإعلام، وبالخصوصية التي تملكها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى تعزيز التواصل، والدعوة إلى الحوار، وتعميم المعرفة، ولا شك أنها مفاهيم نبوية عالية ارتبطت بالمدينة، وما زالت إحدى أهم وسائل دعوة الآخر وحواره والتواصل معه.
منصة ثقافية وقالت الشاعرة منى البدران، إحدى المشاركات في المعرض: معرض الكتاب بالمدينة المنورة منصة من منصات الثقافة التي تحتفي بصناعة الكتب وكتابها، وتسهم في تنمية المهارات القرائية للمجتمع في المدينة وزائريها، وزيادة الوعي المعرفي والثقافي، بما يدعم تحقيق رؤية المملكة 2030، كما يصاحب المعرض فعاليات مميزة منها أمسيات شعرية، كما يظهر الاهتمام البالغ في التنظيم والتنسيق الذي استقطب أفضل دور النشر المحلية والعربية والعالمية، بمحتوى مميز يخدم مرتادي المعرض، كما أتوجه بالشكر الجزيل لإدارة المعرض على استضافتهم الكريمة واهتمامهم بالشعر.
شغف القراءةوأكد الشاعر محمد التركي أن للمدينة رمزية ثقافية عالية، يشهد لها تاريخ علمي مؤثر، وأضاف: حضور معرض الكتاب فيها يشكل امتدادا لمسيرة لم تنقطع، للشغف نحو القراءة والاطلاع والبحث، والدروس العلمية المتنوعة، وحين تهفو قلوب القراء والمثقفين نحو المدينة، فإنها تسير على خطى متواصلة ظلت تبصر في ذلك المكان وجهة ثقافية مهمة، والمعرض فرصة لاحتفاء ثقافي بالكتاب يلقي الضوء على أهم الإصدارات السنوية، كما يعيد بعث العديد من نوادر الكتب المهمة، ويشكل المعرض فرصة للملتقيات والأمسيات الثقافية، وبين معرض الكتاب والمدينة، ستكون مصافحة صداقة لعهود من الاهتمام بالعلم والتعليم ومصادر الثقافة، ليكون موعدا لتعزيز الاطلاع والقراءة.
وتابع: يسعدني أن أكون من الأسماء المشاركة في المعرض ضمن أمسية شعرية، وهي فرصة للالتقاء بالأصدقاء من المهتمين بالشأن الثقافي، وممن يعدون الكتب نوافذ يرون خلالها الحياة، وتعد المشاركة ذات أهمية عالية، لما تمثله المدينة من بعد ثقافي، وما يمنحه المعرض من أجواء زاخرة بحب القراءة والاحتفاء بها، ونأمل أن ترتقي الأمسيات والندوات إلى مستوى تطلعات الحضور.
نسخة متكاملة
أما الكاتبة ورئيس رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة جمال بنت عبدالله السعدي، فتحدثت قائلة: لما كانت المدينة المنورة منارة الثقافة التي شع نورها فغمر الكون بالضياء عبر قرون، ضياء العلم والمعرفة الذي ينير البصيرة ويفتح الآفاق، وتعود البوصلة إلى وجهتها عبر معرض كتاب المدينة على مدى 10 أيام زاخرة بكل ما في مجال الفكر والأدب والفن من تنوع وجمال، وارتقاء بالفكر والثقافة والمعرفة، بمشاركة عدد كبير من دور النشر العربية والعالمية، مشتملا على برامج ثقافية منوعة من أحاديث الكتاب، والقراءة الفكرية والرواية والقصة والشعر، عبر أمسيات وورش عمل متخصصة وندوات حوارية، كما أن للأطفال حصة كبيرة في فعاليات المعرض من ورش عمل ومسرحيات ومواضيع تتناول العديد من الجوانب الإبداعية للأطفال.
وأردفت: وتأتي مشاركتي عبر إدارة إحدى الجلسات الحوارية لتكون فرصة مواتية للإسهام بدوري في فعاليات معرض كتاب المدينة المنورة، الذي يأتي في نسخته هذا العام بصورة متكاملة الأركان من حيث الموضوعات والورش والندوات ومستوى الضيوف، خاصة بعدما احتجب لفترة بسبب جائحة كورونا، وبرنامج المعرض ثري ومتنوع وشامل، على نحو لم يسبق له أن أقيم على هذا المستوى من الزخم والثراء المعرفي والتنوع الأدبي والفكري والجمالي.
عمدة المعرفةوقالت أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الملك سعود وأمين الجمعية التاريخية السعودية د. حصة الجبر: المدينة المنورة هي مركز الإشعاع الفكري، وصاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم هو المعلم الأول وصاحب هذا الإشعاع الفكري، ففي هذا المعرض تضم دور النشر وفعاليات كثيرة يشارك فيها نفر من المثقفين من داخل المملكة وخارجها، وهي مركز للإشعاع الفكري بتراثها بآثارها وثقافتها وفنونها وروادها في مجال العلم والمعرفة والثقافة، والمثقفون هم عمدة المعرفة، وما يشهده المعرض من «قصور» تجاه مثقفي المدينة فهو غير متعمد، إنما هو نتيجة لخلل في التنظيم والتنسيق، ما أفقده العدالة «بحسب رأي البعض».
إطلالة خجولةفيما أكد الشاعر د. محمد نافع الصاعدي أن المعرض إشعاع يجذب هواة الأدب وأرباب الثقافة ليتفيؤوا ظلاله وسط هجير العلاقة مع الكتاب في عالم اليوم، وتابع: للأسف معرض المدينة المنورة الدولي للكتاب أطل خجولا يكاد يتوارى من الناس، رغم أنه الأول من نوعه، كما صاحبه قصور إعلامي في التعريف به وبفعالياته، إضافة إلى أن توقيته لم يكن الأنسب في شدة الحرارة، والانشغال بالاختبارات النهائية وتهيؤ المدينة للحجاج، كل هذه عوامل تقلل من فرص نجاحه، ولعل ما يشفع له أنه الأول من نوعه والبدايات لا تخلو من نقاط القصور، ولكنه في النهاية يعد مكسبا للمدينة وأهلها وزوارها.
المعارض تربط الكتاب بباقي فروع الثقافة كالمسرح والفن والإعلام
استقطب بمحتواه المميز أفضل دور النشر المحلية والعربية والعالمية
فعالية تسهم في تنمية المهارات القرائية لمجتمع المدينة وزائريها
يلقي الضوء على أهم الإصدارات السنوية ويعيد بعث نوادر الكتب المهمة