وتشكل روسيا وأوكرانيا نحو ثلث إمدادات القمح العالمية، في حين أن روسيا مصدر عالمي رئيسي للأسمدة وأوكرانيا مصدًر رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس.
وبحسب موقع "SPGLBAL"، تتصدر روسيا قائمة الدول المنتجة والمصدرة لحبوب القمح في العالم، إذ عقدت صفقت 2020 -2022 بـ 37.3 مليون طن، فيما تحتل أوكرانيا في المركز الخامس بـ18.1 مليون طن.
مجاعة عالمية
ووجهت الأمم المتحدة تحذيراً في مايو الماضي، من أن العالم يواجه شبح المجاعات التي قد تستمر لسنوات نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية.
وحذر الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش، من أن الدول الفقرة تشهد تفاقماً كبيراً في أزمة الأمن الغذائي نتيجة ارتفاع الأسعار.
وقال إن العالم بصدد نقص شديد في إمدادات الغذاء عالمياً سيظهر خلال الأشهر المقبلة، إذا لم تُعاد الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب.
أوروبا: جريمة حرب
واتهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، موسكو بالتسبب في عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية، قائلا "يجب أن تحاسب موسكو على الأمر إنها جريمة حرب".
وأضاف خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، في لوكسمبورج: "ملايين الأطنان من القمح عالقة في أوكرانيا، وهو أمر يفوق الخيال، لأن كثيرين من الناس يعانون الجوع في باقي أنحاء العالم، ونحن أمام جريمة حرب حقيقية"، مؤكدا أن عواقب الحرب خطيرة للغاية بالنسبة لأوروبا والعالم.
There is an ongoing “battle of narrative” about who is responsible for the global food crisis. While we are working with UN and other partners to avoid a wave of hunger, Russia bombs and offers cynical lies and disinformation.
Read my new blog post: https://t.co/1njvTZ6VWk pic.twitter.com/dlh6LDqxl8— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) June 18, 2022
القمح "الملغم"
وعلّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الاتهام الموجه لبلاده حول عرقلة تصدير القمح الأوكراني، قائلا إن بلاده ليست مسؤولة عن تعطيل صادرات الحبوب الأوكرانية، وإن اللائمة لا تقع عليها في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرج "من قام بتلغيم الموانئ". وقال إنه إذا أزالت كييف الألغام البحرية فإن روسيا ستضمن سلامة الصادرات.
ومع ذلك، أوضح بوتين أن شحنات الحبوب الأوكرانية كانت ضئيلة على المستوى العالمي، وأضاف أن أوكرانيا تصدر نحو 5 إلى 6 ملايين طن من القمح وكمية مماثلة من الذرة، مشيرا إلى أن هذه الكمية ليست مهمة للاقتصاد العالمي.
وقالت أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن هناك فائض من الحبوب في العالم، على الرغم من اتهامات الدول الغربية بانخفاض حجم الحبوب في السوق بسبب روسيا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وتابعت زاخاروفا: "فيما يتعلق بمسألة وجود مجاعة محتملة، يميل الخبراء بشكل متزايد إلى سيناريو متشائم، ويعتقدون أن شعوبا كثيرة ستعاني، بل وستصبح أكثر فقرا، ويجب إلقاء اللوم على الأنظمة الغربية، التي تلعب دور المحرضين والمدمرين".
سرقة القمح
ربما الأزمة الشديدة دفعت دول كبرى للحصول على حصص من القمح بالقوة، إذ أفادت مصادر سورية بأن القوات الأمريكية أخرجت السبت الماضي، رتلاً محملاً بالقمح السوري "المسروق" باتجاه الأراضي العراقية من خلال المعابر غير الشرعية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن مصادر أهلية قولها إن "رتلا لقوات الاحتلال الأمريكي مؤلفاً من 40 شاحنة محملة بالقمح السوري المسروق توجه إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي بريف اليعربية شمال شرق محافظة الحسكة".
أفريقيا "رهينة"
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين الماضي، إن أفريقيا باتت "رهينة" في الحرب مع روسيا، التي ساهمت في ارتفاع أسعار الغذاء في القارة.
وتأثرت الدول الأفريقية بشكل حاد بالأزمة المتنامية التي تسببت في زيادات حادة في أسعار الحبوب وزيوت الطعام والوقود والأسمدة، بحسب "رويترز".
وفي كلمة إلى زعماء الاتحاد الأفريقي، قال زيلينسكي إن القارة محصورة في أزمة ليست من صنعها.
وأضاف في كلمة عبر الاتصال المرئي إلى مكتب جمعية الاتحاد الأفريقي "أنا أخاطبكم وسط حالة طوارئ نحن فيها في حرب. حالة طوارئ للعالم بأسره، فيها أفريقيا محتجزة رهينة في الواقع. رهينة لأولئك الذين بدأوا الحرب ضد دولتنا."
وقال زيلينسكي "هذه الحرب ربما يبدو أنها بعيدة جداً عنكم وعن بلدانكم. لكن الزيادات في أسعار الغذاء التي لها تأثير كارثي أوصلتها بالفعل إلى ملايين الأسر الأفريقية".