وفي غضون 15 عاما تمت إعادة 100 حيوان من آكلات النمل إلى الطبيعة في شمال شرقي الأرجنتين، والتي كانت شبه منقرضة منذ خمسينيات القرن الماضي.
وقالت آليسيا ديلجادو، رئيسة مركز إنقاذ حيوان آكل النمل بحديقة إيبيرا، التي شاركت في برنامج إعادة دمج الحيوانات المهددة بالانقراض بالطبيعة: "بعد بلوغهم 10 أشهر لا يريدون لأي شخص الاقتراب منهم لذلك نقدم لهم الطعام دون التعامل المباشر معهم عن قرب".
ولفتت إلى أن ذلك ما يعتبرونه مؤشرا لإعادة تأهيلهم للحياة في البرية.
يشار إلى أن 80% من آكلات النمل التي تمت متابعتها في الحديقة أعيدت بنجاح إلى البرية، بعد أن تعافت تماما.
وعادة ما تتم مراقبة تكيف الحيوانات المؤهلة مع الحياة البرية بعد إطلاقها، بالاعتماد على كاميرات خفية.
والإنجازات المحققة في هذا المجال بمثابة انتصار للتنوع البيولوجي بفضل جهود جمعية تدعى "إعادة الطبيعة البرية" تقوم على استرجاع الأنواع المنقرضة إلى بيئتها الطبيعية.
يذكر أن المنطقة التي تقع بها حديقة إيبيرا هي ثاني أكثر المناطق رطوبة في العالم، وعانت لفترات طويلة من غياب حيوانات كانت تستوطنها.
المجتمع المدني
ومع صعوبة تحقيق إنجاز حقيقي في مجال استعادة المسار الطبيعي للحياة البرية وإغنائها بالحيوانات المهددة بالانقراض، تأتي ضرورة مشاركة أجهزة المجتمع المدني.ويرى عدد من الناشطين المحليين أن مجال استعادة حيوية البيئات المهددة بالانقراض بمنطقة كورينتس مثمر من الناحية الاقتصادية.
فالعديد من السكان المحليين عاشوا لعقود على صيد الحيوانات البرية والتجارة فيها، إلا أن إثراء البيئة بالتنوع الحيواني يعد مصدر جذب للسياحة والتي تعد بديلا للصيد الجائر.
وبعد أن اختفى لأكثر من 60 عاما أثمرت جهود مسؤولي الحديقة بإعادة 8 من حيوان النمر الأمريكي إلى الطبيعة كأحد مظاهر الجذب السياحي.
وحديقة إيبيرا الوطنية هي حديقة وطنية في الأرجنتين، تقع في وسط مقاطعة كورينتس، وتغطي نحو ألف و381 كيلومتر مربع.
وتحمي حديقة إيبيرا الوطنية جزءًا من أراضي إيبيرا الرطبة والأراضي العشبية المجاورة والسافانا والغابات.