تتأثر شخصية الطفل بالخبرات التربوية التي يتم تعريضه لها في بيئته الأولية، والقلق والعدوان من السمات التي يسهل اكتسابها، وبعض الممارسات التربوية البسيطة قد يسهم في إصابة الطفل بالقلق، مثل تعريضه لخبرات تفوق مستوى مرحلته النمائية، وأوضح الأخصائي النفسي ناصر الراشد أن عملية التنشئة الاجتماعية تؤثر في سلوك الطفل بشكل ينعكس على بناء شخصيته مستقبلا، مشيرا إلى أن الطريقة أو النمط التربوي الذي نتعامل به مع الأبناء عبارة عن خارطة طريق ترسم ملامح مستقبله، والوالدان هما من يرسم خطوطها خلال عملية التنشئة الاجتماعية، فيكتسب الطفل القيم والاتجاهات ومعايير السلوك الاجتماعي، وأكد أهمية تعزيز السلوك الإيجابي، لأن السلوك الإنساني ينطفئ إذا لم يعزز، وأشار إلى أهمية استخدام أسلوب الملاحظة بدلا من المراقبة في متابعة تطور شخصية الطفل، لأن الأولى أن يلاحظ الوالدان دون أن يشعر بهما الطفل، ولفت إلى أهمية اختيار نمط التفكير المناسب الذي نستخدمه في المواقف التربوية، والذي يضمن العواقب الهادئة التي تنتج شخصية مستقرة.
التربية الإيجابيةوأكد أن الوعي التربوي للوالدين من خلاله ينشأ الطفل على القيم والمبادئ الإيجابية الصحيحة، مشيرا إلى أن التربية الإيجابية تعتمد على الوعي التربوي، وإعطاء مساحة مناسبة من الحرية للأبناء كي تنمو قدرتهم على الاختيار الصحيح، وأن هناك الكثير من الأساليب التربوية الناجحة التي تساعد على بناء شخصية الطفل، منها: الحوار الأسري، وتعزيز سلوك الطفل، وقضاء وقت كاف في الطبيعة مع الأطفال، إذ يسهم في تطوير أدمغتهم كما يشير الكثير من الدراسات، إضافة إلى أسلوب الملاحظة، والتوجيه الصحيح، وإطفاء السلوك السلبي بسلوك إيجابي، والضبط الانفعالي.الخبرات القاسية
وأضاف: يولي علماء النفس أهمية كبيرة لاتجاهات الآباء نحو الأبناء وعلاقاتهم بهم، فمن الثابت من دراسة كثير من الحالات التي ترد إلى العيادات النفسية، أن مشاكل كثير من الكبار تعود إلى خبرات قاسية في الطفولة في علاقاتهم بالوالدين، لذلك لا تعرضوا أبناءكم إلى الخبرات القاسية، لأن كل سلوك يمارسه المربي ينعكس على شخصية الطفل.
إنجازات صغيرة
وتطرق الراشد إلى نظرية ﺳﻴﻠﺠﻤﺎﻥ «العجز المكتب أو المتعلم» التي يوضح من خلالها أن تكرار تعرض الفرد للضغوط النفسية مع ترسيخ فكرة اعتقاده بأنه لن يستطيع مواجهة هذه الضغوط، من شأنه أن يجعل الفرد يشعر بالعجز أمام المواقف، والأصعب من ذلك أن الشخص يكون صورة ذهنية وقناعة بأنه لن يتمكن من مواجهة مثل هذه المواقف مستقبلا، ما يصيبه بعدم الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات إلى أن ينتهي الأمر به إلى الاستسلام التام الذي يؤدي بالفرد في النهاية إلى الإحباط والاكتئاب، وقال: علموا أبناءكم الأمل المتعلم، وحفزوهم على إنجازاتهم الصغيرة وشاركوهم فيها، ليحققوا أهدافهم، وأدعو الوالدين والمربين إلى غرس القيم الدينية، وأستشهد بوصية لقمان الحكيم كهدف تربوي تحمل 3 أمور مهمة هي: تصحيح العقيدة وتصحيح العبادة وتصحيح الأخلاق والمهارات.
التنشئة الاجتماعية تؤثر في السلوك وتنعكس على بناء الشخصية مستقبلا
مشكلات الكبار تعود إلى خبرات قاسية في علاقاتهم بالوالدين أيام الطفولة
أسلوب الملاحظة أفضل من المراقبة في متابعة تطور شخصية الصغار
ترسيخ اعتقاد الفرد بعدم مواجهة الضغوط يشعره بالعجز أمام المواقف