ها قد هلت الأشهر الحرم، أيام قليلة تفصل حجاج بيت الله الحرام عن بدء مناسكهم تقربًا إلى الله تعالى، فإن الحج فريضة والركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من أفضل العبادات، التي تقرب العبد من ربه، فبعد عامين من التقيد بالإجراءات الاحترازية بسبب جائحة كورونا جاء حج هذا العام مبشرًا بعد أن منَّ الله على بلادنا المملكة العربية السعودية بالتعافي منها، ورفع الإجراءات الاحترازية وعودة الحياة إلى طبيعتها والسماح لمليون حاج بأداء فريضة الحج.
لذلك فنوصي الحجاج بالاستعداد الجيد لهذه العبادة العظيمة من الجانب الصحي والجسدي، فذلك يساعد على إتمام المناسك على أكمل وجه، ونظرًا للزيادة الكبيرة في أعداد الحجاج المصرح لهم بأداء المناسك لهذا العام، فيجب عليهم الالتزام بالتطعيمات، التي تقوي المناعة ضد كوفيد - 19، والإنفلونزا الموسمية، التي تساهم في تعزيز المناعة المجتمعية للتقليل من الإصابة بالأمراض المعدية وتخفيف شدتها، حيث أوضحت وزارة الصحة عن التطعيمات اللازمة للحجاج من داخل المملكة، التي تشمل الحمى الشوكية، لمَن لم يتلقوا التطعيم خلال الخمس سنوات الماضية والإنفلونزا الموسمية، وشددت الصحة على أهمية تلقي التطعيم قبل الذهاب للحج بـ10 أيام على الأقل لمَن لم يسبق لهم أن يتلقوا التطعيم.
كما أن على الحاج المحافظة على التغذية الصحية والحرص على تناول ثلاث وجبات وشرب كميات وفيرة من المياه والمحافظة على مؤشرات الجسم الطبيعية من خلال ممارسة تمارين استرخاء العضلات باستمرار حتى يتجنب الحاج حصول شد في العضلات ولرفع مستوى لياقته الأمر الذي يعين الحاج على إتمام المناسك والمحافظة على الصحة البدنية، إضافة إلى أهمية الاطلاع على النشرات ومعرفة النصائح التوعوية لتجنب المشاكل الصحية في الحج ومعرفة الأعراض والعلامات للأمراض الشائعة والمشكلات الصحية، ومن أشهرها ضربات الشمس والإجهاد الحراري، حيث ينبغي على الحجاج تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس واستعمال المظلات الشمسية للحماية منها، ومعرفة الطرق الصحيحة للإسعافات الأولية المناسبة واستشارة الطبيب المعالج واتباع التعليمات حول الأدوية المستخدمة وتوفيرها ومعرفة طرق حفظها الصحيحة.
وأخيرًا الحج من أعظم المناسك، التي أوصى الله بها، فيجب أن يتقوى لها العبد من خلال اتباع الأساليب الصحية السليمة، والمحافظة على اتباع التعليمات المهمة.
سائلين الله عز وجل لكم حجًا مبرورًا وذنبًا مغفور.
@mutlaq_m_j