DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نفوذ روسيا يتصاعد في أفريقيا عبر وسائل غير تقليدية

يختلف عن الصين في الحجم ويتحد بالأهداف

نفوذ روسيا يتصاعد في أفريقيا عبر وسائل غير تقليدية
نفوذ روسيا يتصاعد في أفريقيا عبر وسائل غير تقليدية
الرئيس الروسي يتوسط عددًا من زعماء الدول الأفريقية بقمة سوتشي في 2019 (أ ف ب)
نفوذ روسيا يتصاعد في أفريقيا عبر وسائل غير تقليدية
الرئيس الروسي يتوسط عددًا من زعماء الدول الأفريقية بقمة سوتشي في 2019 (أ ف ب)
سلَّط موقع «غيتستون انستتيوت» الضوء على النفوذ الروسي المتصاعد في أفريقيا.
وبحسب تقرير لـ «جوديث بيرجمان»، عندما صوَّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 مارس 2022 على قرار يدين روسيا لغزوها أوكرانيا، امتنعت 17 دولة أفريقية عن التصويت، ولم تصوِّت 8 دول على الإطلاق، بينما صوَّتت دولة واحدة هي إريتريا ضد القرار.
وأضاف التقرير: عندما تم تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 7 أبريل، كانت الدول الأفريقية أقل استعدادًا لمواجهة روسيا، حيث صوَّتت 9 دول ضد تعليق عضوية روسيا، بينما امتنعت 24 دولة عن التصويت.
ومضى يقول: تُعدّ أنماط التصويت الأفريقية في الأمم المتحدة مجرد مؤشر واحد على نفوذ روسيا المتزايد في أفريقيا، في حين أن انخراط موسكو في القارة لا يمكن مقارنته تقريبًا من حيث الحجم مع الصين، إلا أن روسيا عملت بشكل كبير على تعميق نفوذها في أفريقيا في السنوات الأخيرة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمبيعات الأسلحة، بين عامي 2015 و2017، دخلت روسيا في 19 اتفاقية تعاون مع الدول الأفريقية، كان أغلبها له علاقة بمبيعات الأسلحة الروسية وتوفير قوات مرتزقة.
ونقل عن جوزيف سيجل، مدير الأبحاث في مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية التابع لمعهد «بروكينغز»، قوله: على عكس معظم الشركاء الخارجيين الرئيسيين، لا تستثمر روسيا بشكل كبير في الجوانب التقليدية في أفريقيا كالاستثمار الاقتصادي والتجارة والمساعدة الأمنية، بدلًا من ذلك، تعتمد روسيا على سلسلة من الإجراءات غير المتكافئة وغير القانونية غالبًا، للتأثير كتوفير المرتزقة والأسلحة وصفقات الموارد، والعقود المبهمة، والتدخل في الانتخابات، والمعلومات المضللة.
واردات الأسلحة
وأردف الموقع: وفقًا لتقرير حديث صادر عن معهد «ستوكهولم» الدولي لأبحاث السلام، كانت روسيا أكبر مورد للأسلحة إلى الدول الأفريقية في الفترة من 2017 إلى 2021، حيث تمثل 44 % من واردات الأسلحة للقارة، تليها الولايات المتحدة بنسبة 17 % والصين بنسبة 10 %.
وتابع: عُقدت القمة الروسية - الأفريقية الأولى بـ«سوتشي» في عام 2019، بحضور قادة من أكثر من 40 دولة أفريقية، ومن المقرر عقد القمة الروسية - الأفريقية الثانية في خريف هذا العام.
وأضاف: على الرغم من أن التجارة بين روسيا والدول الأفريقية قد تضاعفت منذ عام 2015، لتصل إلى حوالي 20 مليار دولار سنويًا، لا تزال بكين أكبر شريك تجاري لأفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة بين الصين والقارة 254 مليار دولار في عام 2021.
واستطرد: لكن أهداف روسيا النهائية في أفريقيا هي نفسها مثل أهداف الصين وتتلخص في كسب النفوذ من خلال جعل الدول الأفريقية تعتمد على خدماتها.
ومضى يقول: بينما في حالة الصين، يتم تقديم الاستثمارات والبنية التحتية مقابل الوصول الإستراتيجي إلى الموارد الطبيعية الحيوية والنفوذ السياسي، إلا أنه في حالة روسيا، يتعلق الأمر بالأسلحة والمرتزقة الذين ترعاهم الدولة الروسية، والمعروفين باسم الشركات العسكرية الخاصة (PMCs) لتحقيق الهدف نفسه.
ونقل عن فيديريكا سايني فاسانوتي من معهد «بروكينغز»، قولها: في إستراتيجيته الأفريقية، الدافع الرئيسي للكرملين هو الرغبة في إحباط أهداف السياسة الأمريكية، بغض النظر عن جوهرها تقريبًا.
الحكومات الهشة
ومضت فاسانوتي بقولها: يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضًا إلى خلق اعتماد أفريقي على الأصول العسكرية لموسكو والوصول إلى الموارد الأفريقية، مستهدفًا البلدان التي لديها حكومات هشة، لكنها غنية بالمواد الخام المهمة، مثل النفط، والذهب والماس واليورانيوم والمنجنيز، كما أنه يوفر لهذه الحكومات القدرة على القيام بعمليات مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب غير المقيدة بمسؤوليات حقوق الإنسان، وفي المقابل، تسعى موسكو للحصول على امتيازات للحصول على موارد طبيعية أو عقود تجارية كبيرة، أو الوصول إلى المواقع الإستراتيجية، مثل القواعد الجوية أو الموانئ.
وبحسب التقرير، شارك المرتزقة الروس في عدة بلدان أفريقية من السودان إلى موزمبيق، حيث ارتكبوا سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف: أكبر وأشهر الشركات العسكرية الخاصة الروسية هي مجموعة «فاغنر»، وهي منظمة شبه عسكرية مرتبطة بيفغيني بريغوزين، الحليف الوثيق لفلاديمير بوتين.
وتابع: وفقًا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، على الرغم من الظهور بمظهر الشركة الخاصة، ترتبط إدارتها وعملياتها ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع العسكري والاستخباراتي الروسي، وبالتالي ينبغي اعتبارها منظمة بديلة للدولة الروسية أكثر من كونها شركة خاصة تقدم الخدمات في السوق المفتوحة.
ونقل عن تقرير للمركز في سبتمبر 2020، قوله: إستراتيجية روسيا واضحة ومباشرة وتتمثل في تقويض قوة الولايات المتحدة وزيادة نفوذ موسكو باستخدام قوات غير بارزة يمكن إنكارها مثل الشركات العسكرية الخاصة التي يمكنها فعل كل شيء من توفير الأمن للقادة الأجانب إلى التدريب وتقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن الشريكة.
الشركات العسكرية
ويواصل تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: لقد انتشر استخدام موسكو للشركات العسكرية الخاصة في السنوات الأخيرة، مما يعكس الدروس المستفادة من عمليات الانتشار السابقة، والعقلية التوسعية المتنامية، والرغبة في تحقيق مكاسب اقتصادية وجيوسياسية وعسكرية، تقوم الشركات العسكرية الخاصة الآن بأدوار مختلفة لتقويض نفوذ الولايات المتحدة ودعم توسع مصالح روسيا الجيوسياسية والعسكرية والاقتصادية.
وتابع: في الآونة الأخيرة، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في 15 مارس، أشار الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، إلى الشركات العسكرية الخاصة الروسية، خاصة «فاغنر»، على أنها تأثير خبيث.
ونُقل عنه قوله: إنهم لا يتبعون قواعد أي شخص، إنهم يفعلون ما يريدون، إنهم يدعمون الحكام المستبدين ويرتكبون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، أعتقد أن ذلك سيئ لأمن أفريقيا وازدهارها في المستقبل، إنهم موجودون في ليبيا، وإلى حد أقل في السودان، يديرون بشكل أساسي جمهورية أفريقيا الوسطى، وهم الآن في مالي.
وتابع التقرير: من المرجح أن يحفز الغزو الروسي لأوكرانيا هذا العام، والعقوبات الناجمة عنه، روسيا على السعي إلى مزيد من الانخراط في القارة الأفريقية في السنوات المقبلة، كما هو الحال بالنسبة للصين أيضًا، يجب أن يكون بمثابة تذكير للإدارات الأمريكية الحالية والمستقبلية بأنه مع زيادة روسيا والصين لانخراطهما، لا تستطيع الولايات المتحدة تحمّل النظر في الاتجاه الآخر.