جون ويليامز يعزف لحنه السينمائي الأخير في "إنديانا جونز 5"

بعد 6 عقود رائعة في تاريخ المؤلف الموسيقي جون ويليامز، قدم خلالها معزوفات "حرب النجوم" و"الفك المفترس" و"جوراسيك بارك" وغيرها من الكلاسيكيات، قرر إنهاء مسيرته السينمائية في فيلم "إنديانا جونز 5".
ويليامز صاحب الموسيقات التصويرية المتنوعة ما بين ملحمية ومثيرة وأخرى تحمل طابع المغامرة، يقول إنه يعمل في الوقت الحالي على Indiana Jones 5، والذي يرجح أنه آخر أعماله السينمائية، بحسب حوار أجرته معه وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

يقول ويليامز بضحكة خافتة وهو يتحدث عبر الهاتف من منزله في لوس أنجلوس: "لا أريد أن يُنظر إليّ على أنني ألغي أعمالي بشكل قاطع، فأنا اليوم لا يمكنني لعب التنس، لكني بالتأكيد أتمنى أن أكون قادراً على العودة للعب مرة أخرى".
وهناك طرق أخرى ربما يريد "ويليامز" أن يقضي بها وقته، إذا قال إن فيلم "حرب النجوم" يتطلب ستة أشهر من العمل، وهو حسب وصفه "التزام طويل بالنسبة له"، وبدلاً من ذلك، يكرس نفسه لتأليف موسيقى الحفلات الموسيقية، بما في ذلك كونشيرتو البيانو الذي يكتبه لإيمانويل آكس.
قدم ويليامز الموسيقى التصويرية لعدد هائل من الأعمال؛ إذ ألّف موسيقى أكثر من 100 فيلم، من بينها "حرب النجوم" و"جوراسيك بارك" و"الفك المفترس" و"لقاءات قريبة من النوع الثالث" و"إي تي"، و"إنديانا جونز" و"سوبرمان" و"قائمة شندلر" و"هاري بوتر".
ويقول "يو يو ما"، وهو صديق قديم لويليامز: "موسيقاه تشمل جميع الأحداث والتغييرات في جميع الأوقات، إنه أحد أعظم المبدعين الأمريكيين".

حجم الإنجاز الذي قدمه ويليامز هائل، فقد نال جوائز أوسكار 5 مرات وحظى بـ 52 ترشيحًا، وهو رقم لم يتفوق عليه سوى "والت ديزني".
وحصل على ثلاث جوائز "جرامي" لأفضل مقطوعة أصلية وأفضل تأليف موسيقي وأفضل تسجيل موسيقي لأعماله في فيلم "حرب النجوم" في لوس أنجلوس في 23 فبراير 1978.
ربما السبب في هذا الإنجاز أن "ويليامز" يقوم بمعظم أعماله جالسًا لساعات ممسكا بقله الرصاص مدونا مؤلفاته دون ملل.
عندما بدأ ويليامز أول فيلم روائي طويل له كان "Daddy-O" عام 1958، بدأ الموسيقى التصويرية "الأوركسترالية" الكبرى في التراجع أمام موسيقى البوب، آنذاك انجذب الكثيرون نحو الموسيقى المركبة للأفلام، وكانت هذه هي نقطة البداية، لمسيرة حافلة بالجوائز والمؤلفات الإبداعية.

يقود ويليامز مع أوركسترا نيويورك، واللافت دائما أنه يبهر العازفين، وبالنسبة لرجل تسعيني إنه يقوم بعمل رائع هو يسمع كل شيء، وهو لطيف ومهذب ويريد الجميع العزف معه، كونهم تأثروا بأعماله.
ربما هذا التقاعد الجزئي لـ"ويليامز"، فرصة لوضع لحفظ إرثه الضخم ليس فقط فيما يتعلق بالسينما ولكن بين الأساطير الكلاسيكية.
ويليامز قاد فريق بوسطن بوبس من عام 1980 إلى عام 1993، وقاد أعمال أوركسترا برلين وفيينا ونيويورك، وفرق أوركسترا النخبة في العالم، كل هذا يضعه كأسطورة موسيقية.
بعض المتحفظين يرون أن الموسيقى التصويرية ليست موسيقى مطلقا، ويرد عليهم ويليامز: "بعض أعظم الموسيقى التي كتبت على الإطلاق كانت روائية".

وعن عمله يقول ويليامز: "من الصعب جدًا العثور على الموضوعات البسيطة التي تتحدث بوضوح وبدون تشويش، ومن الصعب أيضا إنجازها".
ويكمل "إن الأمر يكاد يكون مثل الحفر بالإزميل، فقط قُم بتحريك ملاحظة واحدة، سيتغير كل شيء، يمكنك تأليف لحن بسيط بعشرات الطرق".
هناك شيء واحد لن تسمعه من "ويليامز" هو تصريح عن إرثه الضخم إنه أكثر راحة في التحدث مثل الفني الذي يتلاعب حتى تسقط جوهرة لامعة.
لكنه في المقابل يقول: "أنا سعيد جدًا وفخور بالكثير من أعمالي وأتمنى دائمًا أن أكون قد أديت بشكل أفضل، فعندما أعيش مع أمثلة مثل بيتهوفن وباخ، والإنجازات الهائلة التي حققها أمثالهم في الموسيقى، يجعلني هذا أشعر بالتواضع الشديد، لكنني أشعر أيضًا بأنني محظوظ جدًا، لقد أتيحت لي فرص رائعة، لا سيما في الأفلام حيث يمكن أن يكون لدى الملحن جمهور عريض لا يحصى".
وينهي "ويليامز" حوار مع أسوشيتد برس قائلا: "أود أن أكون متواجدًا خلال 100 عام لأرى ما يفعله الناس بالأفلام والتأثيرات الصوتية والمكانية والسمعية والمرئية.