يتابع مشاهد نتفيلكس أعمالها الفنية بشغاف كبير، لكن لا يعلم أن اشتراكه الذي يدفعه شهرياً ربما لا ينتشل الشبكة التلفزيونية الأكبر عالمياً من عثرتها، ما يدفعها لتسريح عمالتها، بالإضافة لزيادة المقابل الشهري قريبا.
تخفيض العمالة
وكشفت نتفيلكس، أنها سرحت 300 موظف، ضمن مرحلة ثانية من خطو تخفيض الوظائف بعد خسارة المشتركين للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.
وبلغت التخفيضات نحو 4٪ من القوى العاملة في شركة البث العملاقة، وأثرت في الغالب على الموظفين الأمريكيين، إذ ألغت الشركة 150 وظيفة الشهر الماضي.
وقالت في بيان اليوم: "بينما نواصل الاستثمار بشكل كبير في الأعمال التجارية، أجرينا هذه التعديلات حتى تنمو تكاليفنا بما يتماشى مع نمو الإيرادات الأبطأ لدينا".
2022 عام الخسائر
في يناير الماضي، مُنيت الشبكة الأشهر بخسائر كبيرة قدرت بـ 130 مليار دولار، على إثر توقعات بتراجع نمو أعداد المشتركين الجدد، وفق تقارير نتفيلكس نفسها.
التقرير أثار شكوك المستثمرين في الشركة، ما أدى لانخفاض أسهم الشركة بنحو 47% ليغلق التعاملات عند 366.42 دولار في 25 يناير الماضي.
وانخفض سعر سهم نتفيلكس مرة أخرى في إبريل، لتصل خسائر قيمة الأسهم لنسبة 70٪ منذ بداية 2022، على إثر خسارة 200 ألف مشترك خلال الربع الأول من عام 2022 بعد أن قالت في البداية إنها تتوقع إضافة 2.7 مليون مستخدم، ما يمثل أول خسارة لها في عدد المستخدمين منذ أكثر من عقد.
وتوقعت الشركة أنها قد تفقد 2 مليون مشترك آخر خلال الربع الثاني، ويفاقم من أزمة الشبكة المنافسة الممتدة مع كل من شبكات Disney + و HBO MaxوParamount؛ إذ أعلنت Disney + في مارس أنها ستضيف خيار اشتراك مدعوم بالإعلانات في وقت لاحق من العام، بينما بدأت HBO Max في تقديم خطة أرخص العام الماضي، ومنافس رئيسي آخر هو شبكة Hulu ، الذي لديه أيضًا خيار مدعوم بالإعلانات.
وأعرب المدير التنفيذي المشارك لشركة نتفيلكس، ريد هاستينغز، منذ فترة طويلة عن معارضته للخطط المدعومة بالإعلانات، ولكن وسط خسائر المشتركين خلال أبريل، قال إنه على الرغم من أنه كان "ضد سياسة الإعلانات"، إلا أنه كان "معجبًا أكبر باختيار المستهلك".
وألقت الشركة باللوم في تباطؤ النمو جزئيًا على مشاركة كلمات المرور، وتقدر أن 100 مليون أسرة حول العالم تشارك كلمات المرور، بما في ذلك 30 مليونًا في الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى عوامل أخرى، بما في ذلك المنافسة المتزايدة، والأزمة الاقتصاد العالمية، والحرب في أوكرانيا.
لعنة "لعبة الحبار"
عاشت نتفيلكس، أزهى عصورها في 2021، عندما حقق مسلسلها الكوري، "لعبة الحبار" أرقام مشاهدات قياسية لم يسبق أن شهدتها الشبكة من قبل.
وأعلنت تقدر نتفيلكس، أن مكاسبها من "لعبة الحبار"، قاربت 900 مليون دولار من حيث القيمة، وفق "بلومبرج".
وتعد تلك الإيرادات خيالية مقابل تكلفة الإنتاج، والتي بلغت نحو 21.4 مليون دولار فقط، أي بمعدل نحو 2.4 مليون دولار للحلقة.
ويتميز العرض التلفزيوني الكوري، بكونه منخفض التكلفة نسبيا كما أنه اكتسب شهرة واسعة؛ إذ يناقش حياة الأشخاص المثقلين بالديون، والذي يُزج بهم في مسابقة قاتلة للحصول على جائزة نقدية ضخمة.
المفارقة، أن الشبكة تعرضت لخسائر لم تشهدها منذ عقد من الزمن بعد 90 يوما فقط، ما دفعها لوضع خطة خفض التكاليف.
طوق نجاة
وتخطط نتفيلكس، للاستفادة من "لعبة الحبار"، لخفض خسائرها، إذ أعلنت عن إطلاق موسم ثاني من العرض الكوري الذي يحظى بانتشار عالمي واسع.
وأفصح مخرج ومؤلف مسلسل "لعبة الحبار"، هوانج دونج هيوك، عن بعض من تفاصيل الموسم الثاني وموعد عرضه، موضحا أن عرض النسخة الجديدة ستكون في نهاية 2023 أو بداية 2024.
وأشار "هيوك" في مقابلة مع مجلة "فانيتي فير" أنه يناقش حاليا منصة "نتفليكس" بأمور تتعلق بالموسم الجديد. لعلة الحبار"،
