وقال بيت إنه في التجمعات "يكافح من أجل تذكر أشخاص جدد" و"التعرف على وجوههم"، ما يدفعهم إلى الاعتقاد بأنه "بعيد ومنغلق، ولا يمكن الوصول إليه، ومنغمس في نفسه".
وأضاف أنه يريد أن يتذكر الأشخاص الذين يلتقي بهم، وهو "يخجل" لأنه لا يستطيع ذلك.
Brad Pitt: “I always felt very alone in my life. Alone growing up as a kid, alone even out here and it’s really not until recently I have had a greater embrace of my friends and family.”https://t.co/80MpNSG65C pic.twitter.com/mHlVGD7GGj— British GQ (@BritishGQ) June 22, 2022
وعلى الرغم أنه لم يتم تشخيص حالته رسميا من المعاهد الطبية أو المستشفيات، يؤكد بيت أنه يعاني من "عمى التعرف على الوجوه"، والمعروف أيضًا باسم "عمى الوجوه".
وأعرب عن خيبة أمله من المحيطين به قائلا: "لا أحد يصدقني عندما أقول ذلك".
وحيد ويخشى الاعتزال
وظهر بيت على غلاف مجلة "جي كيو" البريطانية في مظهر أثار قلق وحيرة معجبيه، إذ بدا مسنا للغاية وشاحبا بشكل غير معتاد، إلى جانب ارتدائه قميص أزرق مفتوح، وحمل وجهه تعبيرات مخيفة وباردة، بحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي.وفي حديثه للمجلة البريطانية، ألمح براد بيت إلى أنه "واحد من تلك المخلوقات التي تتحدث من خلال الفن. فقط أريد أن أصنع فنا، إذا لم أفعل، فسأموت بطريقة ما"، في إشارة منه إلى ما تواتر من أنباء عن قرب اعتزاله الفني.
No, this is Brad Pitt. I don’t know who that guy is on your cover. pic.twitter.com/OxF4qd7y26— Freda (@DrFredGodfrey) June 22, 2022
وتابع بيت: "شعرت دائمًا بالوحدة الشديدة في حياتي. نشأت بمفردي كطفل، وحدي حتى هنا في الخارج، ولم أحظ باحتضان أكبر من أصدقائي وعائلتي حتى وقت قريب".
حالة شبيهة
وعادةً ما يؤثر عمى الوجوه على الأشخاص منذ الولادة، ويمكن أن يكون له تأثير شديد على حياتهم اليومية.وكثير من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بعمى التعرف على الوجوه غير قادرين على التعرف على أفراد الأسرة أو الشركاء أو الأصدقاء، وفقًا لخدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS).
أوليفر ساكس، طبيب الأعصاب البريطاني ومؤلف كتاب "الرجل الذي أخطأ في زوجته من أجل قبعة"، كشف في مقال نُشر عام 2010 لمجلة "ذا نيويوركر"، أنه يعاني من عمى التعرف على الوجوه بشكل معتدل.
وكتب ساكس: "اعتذرت في عدة مناسبات تقريبًا عن الاصطدام برجل ملتحٍ كبير، لأدرك أن الرجل الملتحي الضخم كان أنا في المرآة".
وتابع "لقد حدث الوضع المعاكس ذات مرة في أحد المطاعم. جلست على طاولة على الرصيف، التفت نحو نافذة المطعم وبدأت في تزيين لحيتي، كما أفعل كثيرًا. ثم أدركت أن ما كنت أعتبره انعكاسًا لي لم يكن سوى شخص غريب".
عمى الوجوه
يعد عمى الوجوه أو جهل تمييز الوجوه (Prosopagnosia) اضطراب معرفي في إدراك الوجوه حيث تتعطل القدرة على تمييز الوجوه، لكنه لا يؤثر على مراكز تداعي الأفكار أو اتخاذ القرارات في المخ.
وكان طبيب الأعصاب الألماني فالنتين ريدل، قال إن عمى الوجوه هو اضطراب معرفي يعني عدم القدرة على تمييز الوجوه والتعرف عليها، ما يسبب للمريض حرجا بالغا ومشاكل في التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
وبين أن الاضطراب غالبا ما يرجع إلى عيب وراثي خلقي، وفي حالات نادرة جدا يمكن أن يكمن السبب في تلف خلايا عصبية معينة في الدماغ، مثل الناتج عن سكتة دماغية أو التهاب في أغشية المخ.
ولفت إلى أنه ليس من السهل تشخيص الاضطراب، بحسب دراسات معهد علم الوراثة البشرية التابع للمستشفى الجامعي بمدينة مونستر الألمانية، مشيرا إلى أن الاختبارات النفسية السلوكية مثل اختبار كامبريدج لتذكر الوجوه هي الطريقة المثلى للتشخيص.
ولا يوجد علاج لعمى الوجوه، بحسب ريدل، إلا أن العديد من المصابين يطورون استراتيجياتهم الخاصة للتعايش مع الاضطراب وتعويض الخسائر الناجمة، مثل التعرف على الآخرين من خلال الصوت.
لغز "عمى الوجوه"
تشكل الحالة المعروفة بتمييز الوجه اللاإدراكي لغزا للمصابين بعمى الوجوه.
ويفشل المصاب بعمى الوجوه في التعرف الإدراكي الواعي على الوجوه أو إظهار الألفة حتى مع وجوه الأشخاص المقربين.
ويكمن اللغز في إظهار المصاب باستجابة عاطفية للوجوه المألوفة، فقد ينسى وجه حبيب أو صديق ولكن يبدو عليه التأثر العاطفي عند رؤية وجهه.
ويؤكد ذلك أن العاطفة تلعب دورا مهما في التعرف على الوجوه، ربما عندما يعتمد التعرف على الأشخاص حولك بالبقاء على قيد الحياة.
مع أنجلينا جولي
ولم تتوقف مشاكل براد بيت عند زعمه الإصابة بعمى الوجوه، فعلى الرغم من مرور قرابة 6 أعوام على انفصاله عن أنجلينا جولي، إلا أن المشاكل بين الثنائي الشهير ما زالت مستمرة، خاصة فيما يتعلق بقضية حضانة الأطفال.
ونقلت مجلة "ذا ثنجز" الأمريكية عن مصدر مقرب من بيت أنه يتهم طليقته بمحاولة تشويه صورته وعلاقته أمام أبنائهما الستة، مرجعا ذلك لرغبتها في حرمانه من حضانة أطفاله أو حتى رؤيتهم.
وذكرت المجلة أن بيت يعرف أن أنجلينا لن توافق أبداً على الحضانة المشتركة، والمراوغة وكسب الوقت بالحيل القانونية حتى يبلغ عمر الأطفال 18 عاماً، لتتمكن من حرمانه من رؤيتهم.
يشار إلى أن آخر الأعمال الفنية التي صورها بيت فيلم "بوليت ترين"، لمخرجه ديفيد لينش، والذي من المرتقب طرحه في دور العرض خلال الصيف الجاري.