عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العقوبات على روسيا خسارة للجميع باستثناء الولايات المتحدة

مواقف دول الشرق قدوة للأوروبيين في تبني سياسة مستقلة قائمة على المصالح

العقوبات على روسيا خسارة للجميع باستثناء الولايات المتحدة
العقوبات على روسيا خسارة للجميع باستثناء الولايات المتحدة
كندا وألمانيا تجريان مفاوضات بشأن تعطل توربينات «غازبروم» الروسية (رويترز)
العقوبات على روسيا خسارة للجميع باستثناء الولايات المتحدة
كندا وألمانيا تجريان مفاوضات بشأن تعطل توربينات «غازبروم» الروسية (رويترز)
أكد موقع «يونايتد ورلد إنترناشيونال داتا»، أن واشنطن هي الرابح الوحيد من العقوبات المفروضة على روسيا، مشيرًا إلى أن أوروبا هي أبرز الخاسرين.
وبحسب مقال لـ «يعقوب أصلان»، فإن العقوبات الأحادية من قِبَل الولايات المتحدة وأوروبا أصبحت الآن ممارسة شائعة اليوم، على الرغم من كون أن بعضها يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية.
وأشار إلى أن العقوبات ضد روسيا ليست الأولى من نوعها، موضحًا أن هذا النوع من العقوبات يضر بالجميع، سواء شعوب تلك الدول التي تتعرض للعقوبات أو الشركاء التجاريين لها.
وتابع يقول: دعونا نعطِ مثالًا من التاريخ الحديث لتركيا، لنتذكر كيف تم إغلاق خط أنابيب «كركوك - جيهان» النفطي بسبب الحظر المفروض على العراق.
وأردف يقول: كانت أنقرة تصدّر البطاطس إلى بغداد، وفي المقابل كان النفط الخام يتدفق إلى تركيا، عندما جاءت العقوبات الأمريكية، تعفنت بطاطس المزارعين الأتراك في حقولهم، وفوق ذلك انقطع النفط الخام القادم من العراق، وانعكس ذلك على أسعار الغاز، وبذلك خسرت تركيا مرتين.
وأردف: من الممكن العثور على العديد من الأمثلة المماثلة في جميع أنحاء هذه المنطقة.
حظر الطاقة
ومضى الكاتب أصلان يقول: يواجه العالم الآن فرض حظر على الطاقة على روسيا، أثرت هذه العقوبات ضد روسيا، إحدى أكبر مصدري النفط والغاز في العالم، على أسواق الطاقة العالمية وبالتالي على الاقتصاد العالمي.
وبحسب الكاتب، فإنك تجد نفسك في موقف لا يمكنك فيه الهروب من هذه الأزمة، حتى لو لم تشارك في هذه العقوبات.
وأضاف: في هذه الأزمة، فإن الدول المظلومة والنامية ليست فقط هي المتضررة من العقوبات، ولكن أيضًا المراكز الغربية نفسها.
وتابع: بكل بساطة، وقعت أوروبا في الفخ الذي نصبته أمريكا، الولايات المتحدة لا تريد أوروبا قوية، واشنطن ضد تقدم أوروبا على طريق الاستقلال عن الولايات المتحدة، إن واشنطن تربط القارة العجوز بنفسها، بينما تعمل على تخريب علاقات أوروبا مع روسيا.
ونوه إلى أن الصناعيين البارزين في أوروبا يصدرون تصريحات مفادها بأنه لا يوجد بديل لواردات الطاقة الروسية في الوقت الحالي.
واستطرد: يمكنك سماع هذا من الرئيس التنفيذي لشركة Bosch Corporation، وكذلك من مستشار النمسا، أولئك الذين يتحدثون عن إغلاق المصانع، وتدمير النظام العالمي بتأثير الدومينو ليسوا من أصحاب نظريات المؤامرة، ولكنهم سادة النظام الغربي نفسه.
وأضاف: كل يوم، تتوسع قائمة المحتجين على العقوبات، ليست هناك حاجة لحسابهم اسمًا بالاسم، يكفي القول إن الطبقة الحاكمة في أوروبا مدركة بالفعل لهذا الخطر، ليس هناك مَن يقتنع، السؤال هو فقط: «هل تعمل أوروبا من أجل أوروبا؟» أم «أوروبا من أجل أمريكا؟».
العقوبات المفروضة
ولفت الكاتب أصلان إلى أن السؤال أعلاه لا يجب التغاضي عنه، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة نفسها لا تمتثل لهذه العقوبات المفروضة على أوروبا في المقام الأول.
وأردف: وفي واقع الأمر، لا تزال الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على علاقاتها التجارية مع روسيا بعيدًا عن الأعين، لقد اتبعوا تكتيكًا مماثلًا خلال أزمة العراق، التجارة التي قامت بها الولايات المتحدة مع بغداد عبر الأردن ليس لها حدود، ولكن عندما يتعلق الأمر بالدول الأخرى، فإنه ممنوع.
وتابع: بالنظر إلى تبعات هذه العقوبات، لن يكون من الخطأ طرح السؤال التالي: «هل تهدف الولايات المتحدة إلى ضرب روسيا أم السيطرة على أوروبا؟».
ومضى بقوله: دعنا نُجِب عن السؤال الأول بسؤال آخر على الفور، هل أوقفت هذه العقوبات روسيا؟ على العكس من ذلك، الروبل الروسي تزيد قيمته، هل يمكن إثارة حركة رجعية في روسيا ضد بوتين؟ لا، لقد نجح الشعب الروسي في التوحد بشكل كامل حول هذه القضية، دعمت جميع أحزاب المعارضة، بما في ذلك الحزب الشيوعي الروسي، سياسة الحكومة.
واستطرد: لذلك، يمكننا القول إن العقوبات كانت غير فعَّالة من حيث السياسة الداخلية لروسيا، حسنًا، إذا لم تتمكن من إجبار بوتين على التراجع، فما جدوى هذه العقوبات، التي هي مجرد ألم على ظهر العالم؟
وأضاف: من المؤكد أنه كان هناك خطأ في التقدير، التضخم الذي تشهده الدول الغربية وتزايد استياء الرأي العام مؤشرات مهمة على ذلك، يجب أن نضيف فاتورة المساعدة العسكرية لنظام كييف إلى هذا الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة.
المواطن الأوروبي
ويتابع أصلان مقاله قائلًا: يدفع المواطن الأوروبي العادي المزيد مقابل البنزين، ويخصص جزءًا كبيرًا من أموال الضرائب لتسليح القوات الأوكرانية، فقط تخيَّل التوترات الناجمة عن حرمان الصناعات الأوروبية الكبرى والقطاعات الجانبية المحرومة من موارد الطاقة الروسية.
ومضى يقول: عندما تنظر إلى البلدان النامية والمضطهدة في العالم، سترى أن حلف الناتو والولايات المتحدة مسؤولان بشكل أساسي عن هذه الأزمة.
وأشار الكاتب إلى أنه إذا كان مَن يجب أن تقتدي به أوروبا وتتعلم منه الدروس فهي دول الخليج.
وأوضح أن دول الخليج مثل السعودية والإمارات لم تذعن لفرضيات الولايات المتحدة فيما يتعلق بعقوبات الطاقة التي فرضتها على روسيا، لافتًا إلى أن الدولتين طبَّقتا سيناريوهاتهما الخاصة على أساس مصالحهما الخاصة، وتمكَّنتا من تحويل هذه الأزمة إلى فرصة.
وتابع: يجب أن تكون مواقف الرياض وأبو ظبي قدوة لأوروبا، يبدو أن الشرق لم يعُد لديه أشياء ليتعلمها من الغرب، ولكن الغرب لديه الآن بعض الأشياء ليتعلَّمها من الشرق، هذا صحيح بشكل خاص فيما يتعلق باتباع سياسة خارجية مستقلة قائمة على المصالح.
واختتم بقوله: دعونا نفهم الحقائق بدون ثنيِها أو لفّها، من المؤكد أن الجميع، باستثناء الولايات المتحدة، يخسرون خسائر فادحة جراء تلك العقوبات.