وغير هذا السبب وذاك لا بد أن فيه من طابع بلده المسالم، الذي وصل لأجمل انسجام فيما بين الأربع مناطق المختلفة فيه داخلياً، ويطبقها خارجياً بالسعي دائماً لخلق هذا التناغم بين الدول والمنظمات دون المساس بسياداتها وخصوصيتها. شهدنا على الإبداع لدى السيد رافائيل ياجير في بناء جسور حضارية للتلاقي بين الثقافات من خلال عمله لدى السفارة الفرنسية وترأسه للمركز الثقافي الفرنسي بالرياض، فقد تميز بقدرته على ابتكار منهجيات للتعاون وتطوير الشراكات في مجال التعليم والثقافة والفنون لتعزيز التواصل على مستوى القطاعات العامة والخاصة على أن تناسب متطلبات المملكة العربية السعودية وترتقي لتطلعات المنظومة المتجددة، التي حرص على أن يساهم فيها وفي حركة التطور السريعة الحاصلة خلال السنوات الماضية بالمملكة.
أما على مستوى الشعب والأشخاص، فقد أتقن بناء روابط التبادل الثقافي بتنظيم نشاطات وإدارة برامج تجمع بين شخصيات منتمية لشعوب متعددة ليتعلموا من بعضهم البعض، ويضيفوا للثقافة السعودية مع الحفاظ على هوية البلد والمجتمع. من مظاهر افتتانه بالحضارة العربية هو مشاركته للسعوديين في كل شيء وتجربة أصالة هذه الحضارة وثقافتها، بل وصل لمشاركتهم أجمل معالم دينهم وهو صيام شهر رمضان، الذي أقامه بأداء مؤثر لمَن حوله ساعياً بذلك أن يشعر بأنه جزء من المجتمع، ويلمس تقاربه الروحاني خلال الشهر الفضيل. هكذا تكون أجمل النماذج للدبلوماسية الشعبية، التي تحصل بين شعوب أو من قبل أشخاص من غير السلك الدبلوماسي مبادرين برغبة خاصة لإمتاعنا بما هو جميل في ثقافتهم، وبالمقابل التفاني بإيصال روح الثقافة السعودية كما يليق بها.
@haifa_aldakhail