منذ أن وحد الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ أجزاء هذه الدولة المترامية الأطراف، وضع نصب عينيه توطيد الأمن والأمان في كل جزء من أجزائها لتصبح بعد ذلك ولله الحمد منارة للعدل والأمن الاستقرار بعد أن كانت هذه المنطقة مليئة بالفتن والحروب والمجاعات، أدرك الملك المؤسس أهمية هذا العنصر لأنه عايشه قبل فترة التوحيد، حيث لا تخلو مدينة، بل قرية من السطو وقطع الطريق وانعدام السلامة في كل جزء من أجزائها، حتى الحرمين الشريفين وما حولهما لم يخليا من الخوف والتعرض للحجاج والمعتمرين، وقد ذكر ذلك الكثير من المؤرخين والرحالة، ولذلك وضع الملك عبدالعزيز أول أهدافه ـ رحمه الله ـ أهمية إرساء قواعد الأمن بعد أن أتم مرحلة التوحيد بفضل الله، وما زال هذا ديدن ملوك هذه الدولة، الذين يتسابقون لتوطيد الأمن والأمان حتى ينعم الناس والزائرون بالسلامة والطمأنينة في كل مكان وموقع، فما بالك بأقدس وأطهر المواقع وقبلة المسلمين الحرمين الشريفين، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يؤكد مراراً وتكراراً أن خدمة الحرمين الشريفين شرف أختص الله به هذه البلاد.
جهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين وتوفير الراحة والاطمئنان لهم لا يمكن أن يتصورها أحد، بل نستطيع القول إن هذه الأماكن المقدسة تعتبر من أفضل الأماكن تطوراً على مستوى العالم من الناحية التقنية والعمرانية والأمنية والصحية بسبب اهتمام الحكومة السعودية بتلك المقدسات وحرصها على راحة وسلامة قاصدي وزائري الحرمين الشريفين. على مر التاريخ تعتبر التوسعة السعودية للحرمين الشريفين ـ هي الأكبر ـ بل يشمل ذلك الأماكن المقدسة مثل (منى ومزدلفة وعرفات وجسر الجمرات) خلاف تطوير الطرق المحيطة بهما تسهيلاً على الحجاج والمعتمرين، إن مَن يزور الحرمين الشريفين هذا العام ثم يزورهما العام القادم سيلاحظ اختلافاً كبيراً بسبب حجم المشاريع، التي يتم تنفيذها سنوياً. الجميع يتشرف بخدمة زوار الحرمين الشريفين بدءًا من رجال الأمن وانتهاءً بجميع ساكني المدينتين المقدستين.
جميع تلك الخدمات ليست منة وإنما فخر وشرف لهذه البلاد ـ وفقها الله ـ للقيام به على أكمل وجه.
@almarshad_1