نشأ الشاب كلاي في بيئة صعبة لا تخلو من المضايقات العرقية والعنصرية، ووجد ملاذًا آمنًا في الملاكمة، فأظهر قدرات قتالية شديدة وسرعة في الضربات المتتالية جعلته يخطف أنظار المتابعين، وبحلول عام 1960 في سن 18 فقط، فاز بميدالية ذهبية في أولمبياد روما، ليبدأ مسيرة طويلة من النجاح الرياضي.
بعد مرور 4 سنوات فقط، أصبح كلاي بطل العالم للوزن الثقيل، وجذب الانتباه بشخصيته القوية وتصريحاته الرنانة، فقد أظهر جرأة عندما قال لأحد المراسلين "البيض" بعد فوزه بالبطولة: "لا يجب أن أكون كما تريد، أنا حر في أن أكون كما أريد"، وجاءت هذه التصريحات في ظل مضايقات عنصرية تؤرق حياة الرياضيين السود، فبدأ يُنظر للملاكم الشاب على أنه بطل جديد ضد التمييز العرقي.
حرب فيتنام
لعل المحطة الأبرز في حياة كلاي كانت رفضه للتجنيد في حرب فيتنام عام 1966، ما أدى إلى صقل مكانته كرمز للنضال، فقال في تصريحه الشهير: "لن أحاربهم في فيتنام، فهم لم يلقبونني بالزنجي".أدى رفض البطل الشهير للقتال في حرب فيتنام أو الموافقة عليها لثورة غضب في النظام الأمريكي آنذاك، ولاحقه رفض لجنة الملاكمة السماح له باللعب محليًا، فمارس رياضته المفضلة في الخارج طوال عام 1966 قبل أن يتم تجريده من رخصة الملاكمة وبطولة الوزن الثقيل في العام التالي.
ON THIS DAY, 1961:
Cassius Clay defeats Duke Sabedong, in his seventh fight as a professional boxer.
This collections item, donated by Phillip Faversham, features a typewritten note from Angelo Dundee, Muhammad's trainer and manager. pic.twitter.com/ttKZg1oER3— Muhammad Ali Center (@AliCenter) June 26, 2022
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحُكم على كلاي بالسجن لمدة 5 سنوات وغرامة قدرها 10 آلاف دولار لمقاومته التجنيد، وفي عام 1971 منحته المحكمة العليا عفوا عاما، ليعود لمواصلة حياته من جديد.
استعادة اللقب
وفي سبعينيات القرن الماضي، شارك كلاي في سلسلة من المباريات الوحشية، قاتل جو فريزر 3 مرات، واستعاد بطولة الوزن الثقيل في فوز مفاجئ على جورج فورمان في "Rumble in the Jungle" في كينشاسا، زائير "جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليًا".
وبعد اعتزاله يوم 26 يونيو عام 1979، أصيب كلاي بداء باركنسون الارتعاشي، واستمرت حالته الصحية في التدهور.
ما يطمح إليه الجميع
حظي كلاي بحب واحترام الجمهور، ووفقًا لشبكة "CNN" الأمريكية، فقد وصفه صديقه جون رمزي بأنه "ما يطمح إليه الجميع".وفي حديثها عن والدها، قالت هناء علي، ابنة كلاي: "أعتقد أن ما يعيش أكثر من أي شيء آخر بالنسبة للأشخاص الذين يدرسونه ويحبونه ويعجبون به ويعرفونه، هي إنسانيته، وقلبه الرائع وحبه للناس".
خلال العقود الثلاثة الأخيرة من حياته، من إشعال الشعلة الأولمبية في أتلانتا عام 1996 حتى وفاته، أصبح كلاي شخصية أسطورية، ليس فقط على مستوى الرياضة بل أيضا الكفاح ضد العنصرية، وقد حصل لقب شخصية القرن الرياضية في مناسبات كثيرة أبرزها من شبكة "BBC" البريطانية.
وعندما توفي محمد علي عام 2016، دفن في مسقط رأسه، لويزفيل، في كنتاكي، وحصل على ما يعادل جنازة رسمية كاملة شارك فيها مشاهير العالم، مع تأبين الرئيسين الأمريكيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون.