شخصيا، لا أنسى اهتمام ومبادرات الدكتور المغفور له بإذن الله نجيب الزامل، الذي كرس جهوده في تفعيل المجال التطوعي واستخدمه كفكر يشغل به من كان مهددا بالعطالة. وزاد الاهتمام بهذا المجال حتى كرست له المنصات الوطنية لضمان حق مَن له رغبة في العطاء بالتطوع، ليكون نهجا يهذب سلوك الفرد في التعامل. ومن الناحية التربوية، فإنه ومن الضروري جدا أن يكون الآباء والأمهات على وعي تام بأهمية التطوع وتوعية الأبناء -أيضا- على المبادرة في فعل كل ما هو خير لهم ولغيرهم.
لماذا؟... أولا، لأن التطوع علاج لكثير من المشاكل النفسية، التي يعاني منها البعض، كالاكتئاب أو الرهاب أو الإدمان وغيرها. لأنه يفتح المجال للتعرف على الفئات المختلفة في المجتمع، وهذا بدوره يوسع إدراك من سلم عقله للمشاكل وتعثر فيها. ثانيا، التطوع بجميع أنواعه يعتبر ممارسة تكسب أصحابها المهنية والقدرة على التعامل مع المواقف المختلفة. فهو يفتح المجال للأفراد على استكشاف قدراتهم ومواهبهم، التي تظهر من خلال الممارسات المتنوعة عن طريق التطوع.
ثالثا، صقل الشخصية والقدرة على المواجهة والتوجيه وحسن التصرف كل ذلك وأكثر تعتبر مواقف ودروسا يتعلم منها الأفراد الكثير. وهذا بدوره يمكن من جعل له من التطوع بستانا ليجمع الأزهار منه ليزرعها في بستان آخر. وأخيرا وليس آخرا، تعلم الكرم والعطاء من خلال التطوع لأنه مبادرة معنوية حوافزها الأخلاق الكريمة، التي تتجمل للآخرين دون مقابل.
وكل ذلك وأكثر، تعتبر طرقا تربوية للأبناء من خلال المشاركة المجتمعية للرقي بالفرد أولا والمجتمع والوطن ثانيا. لذلك، فإنه وقد حان الوقت لنوسع دائرة الوعي التربوي ونحيي مفهوم العطاء والبذل بالفعل قبل القول من أجل الإعمار في الأرض.
@FofKEDL