وأضاف: إن النشر المحتمل، بعد شهرين فقط من تهديد مستتر من قبل الزعيم كيم جونغ أون باستخدام الأسلحة النووية بشكل استباقي، سيكون تطورًا كبيرًا في المواجهة المستمرة منذ عقود في شبه الجزيرة الكورية.
وأردف يقول: تمتلك كوريا الشمالية بالفعل الآلاف من الأسلحة التقليدية التي تستهدف كوريا الجنوبية وقرابة 30 ألف جندي أمريكي متمركزين هناك، لكن نقل صواريخها النووية قصيرة المدى إلى الحدود سيكون أوضح علامة حتى الآن على أن كيم يتطلع إلى استخدام أسلحته النووية لتهديد كوريا الجنوبية وانتزاع امتيازات من المفاوضين النوويين في الخارج.
التجربة الأولى
ويقول التقرير: مع الاستعدادات الواضحة لكوريا الشمالية لإجراء أول تجربة نووية لها منذ 5 سنوات، هناك شك عميق بين المراقبين في أن الدبلوماسية يمكن أن تقنع البلاد بالتخلي عن أسلحتها النووية، دعا المنتقدون سول وواشنطن إلى صياغة نهج جديد للتعامل مع برنامج كوريا الشمالية النووي سريع التطور.
واستطرد بقوله: خلال اجتماع عسكري، الخميس الماضي، أكد كيم وغيره من كبار المسؤولين على واجبات عمليات إضافية وخطط عمليات معدلة للوحدات العسكرية بالقرب من الحدود مع كوريا الجنوبية.
وأضاف: لم تذكر مراسلات الدولة الأسلحة النووية بشكل مباشر، لكن خبراء خارجيين يعتقدون أن اللغة الغامضة لكوريا الشمالية تشير إلى نيتها في نشر أنظمة أسلحة نووية تكتيكية إلى الأمام.
وتابع: كان أكبر التلميحات في أبريل، عندما اختبرت كوريا الشمالية إطلاق سلاح موجه مطور حديثًا، قالت «إنه سيحسن التشغيل الفعال للأسلحة النووية التكتيكية، ويعزز القوة النارية لوحدات المدفعية في الخطوط الأمامية»، في وقت لاحق من ذلك الشهر، قال كيم «إنه يمكن أن يستخدم برنامجه النووي بشكل استباقي إذا تم استفزازه».
ونقل التقرير عن كيم يول سو، الخبير في معهد كوريا الجنوبية للشؤون العسكرية، قوله إن كوريا الشمالية لديها الآن فرصة أكبر بكثير لاستخدام أسلحتها النووية التكتيكية في ساحة المعركة إذا اندلعت حرب في شبه الجزيرة الكورية.
نشر الصواريخ
ومضى التقرير يقول: الأسلحة التي يُرجح نشرها على الحدود هي بعض الصواريخ قصيرة المدى التي تعمل بالوقود الصلب وقصيرة المدى التي أجرت كوريا الشمالية تجارب على إطلاقها منذ انهيار الدبلوماسية النووية مع الولايات المتحدة في 2019، أطلقت بيونغ يانغ على هذه الصواريخ، مسمى «أسلحة تكتيكية»، مما يشير إلى نيتها تسليحها بأسلحة نووية منخفضة القوة.
وتابع: من المحتمل أن تكون كوريا الشمالية قد اكتسبت بالفعل التكنولوجيا اللازمة لتسليح صواريخها برؤوس نووية، لذا فإن نشرها أسلحة نووية تكتيكية يمكن أن يحدث في أي وقت، وذلك بحسب كيم تايو، الرئيس السابق للمعهد الكوري للوحدة الوطنية الذي تموله الدولة في سول.
وأضاف التقرير: لكن بعض الخبراء قالوا إن كوريا الشمالية قد لا تنشر صواريخ مسلحة نوويا بسبب مشاكل محتملة في الحفاظ عليها.
وأردف تقرير الوكالة الأمريكية: قد يكون الدفع الواضح لكوريا الشمالية لنشر أسلحة نووية تكتيكية جزءًا من تعهد كيم الأخير بمواجهة القوة مقابل القوة الأمريكية وسط الدبلوماسية النووية المتوقفة، كما يأتي في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن وسول على تعزيز قدراتهما الدفاعية المشتركة لمواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية.
واستطرد: قالت الحكومة المحافظة الجديدة في كوريا الجنوبية، التي تولت السلطة الشهر الماضي إنها ستوسع قدراتها في مجال الأسلحة التقليدية وتعزز دفاعاتها بالتعاون مع الولايات المتحدة.
استفزازات متصاعدة
وبحسب التقرير، تتمتع كوريا الشمالية بتاريخ من التهديدات والاستفزازات المتصاعدة عندما يتم تنصيب حكومة جديدة في كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة لخلق بيئة مواتية محتملة للمفاوضات المستقبلية، لكنها غالبًا بعد ذلك تخفف الدولة من خطابها وهجماتها.
ومضى يقول: قد يحدث ذلك هذه المرة. لكن الأسلحة النووية على الخطوط الأمامية من شأنها أن تعقد كيفية رد كوريا الجنوبية على أي استفزاز شمالي مستقبلي.
وتابع: ضمن الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يون سوك يول، خلال قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي، التزامًا أمريكيًا بالنشر الإقليمي للأصول الإستراتيجية مثل القاذفات طويلة المدى وحاملات الطائرات ردًا على استفزازات كوريا الشمالية.
وأردف: قد يجري الحلفاء أيضًا أكبر تدريب عسكري مشترك لهم منذ سنوات في أغسطس، لكن يون قال إنه لن يسعى إلى تطوير نووي أو يطلب من الولايات المتحدة إعادة نشر الأسلحة النووية في كوريا الجنوبية كرادع ضد أي عدوان محتمل من قبل كوريا الشمالية.
وتابع: يقول بعض الخبراء إن توسع كوريا الشمالية في الأسلحة النووية التكتيكية، والسعي وراء صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، قللا من مصداقية المظلة النووية الأمريكية، على الرغم من أن إدارة بايدن أعادت التأكيد مرارًا وتكرارًا على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية بمجموعة كاملة من القدرات العسكرية.
تعزيز قدرات
وأشار التقرير إلى وجود دعوات أيضا لإعادة إدخال الأسلحة النووية الأمريكية في كوريا الجنوبية.
ونقل عن كيم تايو، الرئيس السابق للمعهد الكوري للوحدة الوطنية، قوله: كانت الأسلحة النووية التكتيكية جزءًا من خطة تطوير أسلحة مدتها 5 سنوات أعلن عنها كيم جونغ أون العام الماضي، وكثف من اختبارات الصواريخ الباليستية بوتيرة غير مسبوقة هذا العام لتعزيز قدرة بلاده على مهاجمة كل من البر الرئيسي للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وتابع: على مدى أسابيع، لاحظ المسؤولون الأمريكيون والكوريون الجنوبيون دلائل على قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية وشيكة، ستكون الأولى منذ عام 2017 والسابعة في المجموع، يمكن أن يكون مثل هذا الاختبار جزءًا من محاولة لبناء رأس حربي يمكن أن يصلح لصواريخ تكتيكية أو صواريخ متعددة الرؤوس.
وأضاف: لكن كوريا الشمالية لم تنفذ مثل هذا الاختبار حتى الآن، ربما بسبب استمرار تفشي وباء كورونا، ومعارضة الصين، آخر حليف رئيسي لها وأكبر مزوّد للمساعدات.
وتابع: رفضت كوريا الشمالية حتى الآن عروض إدارة بايدن بإجراء محادثات مفتوحة، داعية واشنطن إلى التخلي أولا عن سياستها العدائية، وهو مصطلح تستخدمه في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة والتدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
واختتم بقوله: بحسب الخبراء، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن تجري كوريا الشمالية تجربة نووية، والتي يُنظر إليها على أنها خطوة أساسية في توسيع ترسانتها النووية بموجب خطة كيم الخمسية، من المرجح أن يؤدي مثل هذا الاختبار إلى تعقيد الضغط لاستئناف الدبلوماسية النووية.