الأسلحة التكتيكية.. خطر نووي بيد «بوتين» يقلق العالم

مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فبراير الماضي، تجدد الحديث عن إمكانية استخدام السلاح النووي، بعد عقود من الصمت، خاصة في ظل وجود القنابل التكتيكية.
وبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه ينقل "قوته الرادعة" - أي الأسلحة النووية - إلى وضع "الاستعداد للقتال".
وأثارت هذه التصريحات المخاوف حول احتمالية أن تلجأ موسكو لأسلحة نووية "تكتيكية"، والتي لا تعد حربًا نووية شاملة، ولكن من شأنها أن تغير مسار الأزمة كليا.

ما هي الأسلحة النووية التكتيكية؟

الأسلحة النووية التكتيكية، هي تلك التي يمكن استخدامها على مسافات قصيرة نسبيًا، وهذا ما يميزها عن الأسلحة النووية "الاستراتيجية" التي بمقدورها تدمير مدينة بأكملها.
ومصطلح "تكتيكي" يتضمن مع ذلك العديد من أنواع الأسلحة، بما في ذلك القنابل الصغيرة والصواريخ المستخدمة كأسلحة "ساحة المعركة".

خزينة روسيا "التكتيكية"

ويُعتقد أن موسكو تمتلك حوالي 2000 سلاح نووي تكتيكي، يمكن وضعها على أنواع مختلفة من الصواريخ التي تستخدم عادة لإيصال متفجرات تقليدية، يمكن حتى إطلاقها كقذائف مدفعية في ساحة المعركة، بحسب "بي بي سي".
ويمكن أيضا تطوير تلك الأسلحة للطائرات والسفن، على سبيل المثال الطوربيدات وقذائف الأعماق لاستهداف الغواصات.
لكن أحد المخاوف هو أن روسيا قد تكون أكثر استعدادًا لاستخدام أسلحة تكتيكية أصغر من الصواريخ الاستراتيجية الأكبر.
وتقول الدكتورة باتريشيا لويس، رئيسة برنامج الأمن الدولي في مركز أبحاث تشاتام هاوس: "قد لا يرون أن الأمر يتجاوز العتبة النووية الكبيرة، يمكنهم رؤيتها كجزء من قواتهم التقليدية".

مدى خطورتها

الأسلحة النووية التكتيكية مختلفة تماما في الحجم والقوة، ويمكن أن يصل حجم أصغرها إلى كيلوطن واحد أو أقل (أي ما يعادل ألف طن من مادة تي إن تي المتفجرة) وقد يصل حجم أكبرها إلى 100 كيلوطن.
وتعتمد التأثيرات على حجم الرأس الحربي، ومدى انفجاره فوق الأرض والبيئة المحلية، وعلى سبيل المقارنة، كانت القنبلة الذرية التي قتلت حوالي 146 ألف شخص في هيروشيما باليابان خلال الحرب العالمية الثانية، 15 كيلوطنًا.
ويُعتقد أن أكبر الأسلحة الاستراتيجية لروسيا تبلغ 800 كيلوطن على الأقل.

بوتين "المقلق"

الرئيس بوتين أشار في أكثر من مرة إلى الأسلحة النووية الروسية - على ما يبدو لمحاولة خلق شعور بالخوف - وربما هذا يعد رسالة للغرب بألا يتدخل أكثر في أوكرانيا، وليس كتلويح بالتخطيط لحرب نووية.
في الجهة الأخرى، تثير تصريحات الدب الروسي القلق لدى البعض، فمن الممكن أن تميل موسكو، في ظروف معينة، إلى استخدام سلاح تكتيكي أصغر في أوكرانيا.
وتقول المخابرات الأمريكية إن لدى روسيا نظرية تسمى "التصعيد من أجل خفض التصعيد" إذا كانت في صراع مع الناتو.
ويتضمن هذا القيام بشيء مثير، مثل استخدام سلاح تكتيكي في ساحة المعركة، أو التهديد بالقيام بذلك، وتعتمد الفكرة على تخويف الجانب الآخر ودفعه إلى التراجع.

متى يقلق العالم؟

تقول "بي بي سي" إن المقلق هو إذا شعر بوتين بأنه محاصر وأن استراتيجيته في أوكرانيا تفشل، حينها قد يستخدم الأسلحة النووية التكتيكية كتغيير لقواعد اللعبة، وتجنب الهزيمة.
ويقول جيمس أكتون، الخبير النووي في مؤسسة كارنيجي: "أنا قلق من أن بوتين قد يستخدم في هذه الظروف سلاحًا نوويًا، على الأرجح على الأرض في أوكرانيا لإرهاب الجميع وشق طريقه، رغم أننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد".
وتقول الدكتورة هيذر ويليامز، الخبيرة النووية في كينجز كوليدج لندن، إن إحدى المشكلات هي أنه من غير الواضح كيف سيكون شكل "الفوز" في أوكرانيا بالنسبة لبوتين، وبالتالي ما الذي قد يدفع روسيا إلى استخدام سلاح نووي.