أما مسرحياته الأولى فقد لقيت فشلا ذريعا بسبب أنه ابتدع أسلوبا جديدا لم يكن معروفا لدى الكتاب من قبله، ولكنه أصر على الكتابة وثابر على التجديد ومعالجة الأوضاع الاجتماعية حتى حقق نجاحا منقطع النظير، ويتمسك تشيخوف بالبساطة المطلقة في أسلوبه القصصي وفي شخوص مسرحياته، وحتى حين كان الممثلون يطلبون منه إيضاح كيفية أداء أدوارهم كان يؤكد لهم أن كل شيء يجب أن يكون بمنتهى البساطة، وأن يأخذوا حريتهم في التمثيل والأداء، وأن الأمر الأساسي هو عدم اللجوء إلى الأسلوب المسرحي المصطنع.
استفاد الأدباء حول العالم من تجربة تشيخوف في كيفية استخدام المزاج العام للقصة والتفاصيل الدقيقة لإبراز النفسية الداخلية للشخصيات، كما اختط تشيخوف مسارا مختلفا عما ألفه الجمهور حيث إنه قلب التقاليد المسرحية بصورة شاملة، وبالتالي أحدث ما يمكن وصفه بأنه ثورة في عالم المسرح، وقد لقي تشيخوف من أدبه تقدير معاصريه، فامتدحه (ستانيسلافسكي)، وأثنى عليه الكاتب الروسي الشهير (مكسيم غوركي)، كما تذكر الصحافة الروسية أن الزعيم الروسي (لينين) ذكر أن تشيخوف هو كاتبه المفضل، كما نقده (هنري ترويا) بثناء عجيب، وقال عنه: إن وحدة الأسلوب عند تشيخوف من بداية القصة إلى نهايتها وحدة مذهلة حقا، وقلما تجدها عند معاصريه من الأدباء، أما معاصره الكاتب الروسي الأشهر ليو تولستوي فقد أرسل له عند اشتداد المرض الأخير عليه صورة بتوقيعه الخاص، وقائمة بثلاثين قصة من قصصه التي اختارها تولستوي كأفضل ما كتبه تشيخوف.
@albakry1814