نعم إنه الزعيم الذي لم يعد أمام جيل الطامحين من مجالٍ إلا أن يشجعوه، وعلى منابر الجامعات ومسارحها الرياضية أن تكرس تفاصيل الاحتراف الأزرق لطلاب وجٍب عليهم أن يقرأوا تاريخ الهلال ويدرسوه، أشغلته آسيا ببطولتها المحببة لخزائنه، فحققها، وذهب لأندية العالم وقارعها، لم يستسلم لطول مسافات دورينا، ولا لتوقفاته، وتأجيلاته، وإصابات لاعبيه التي أرهقها حرث الملاعب، وإنما عاد من الوراء دون نظرٍ إلا للأمام، وحقق ما يشبه المعجزات، إذ لم تثنه الأرقام وفارق النقاط مع من تهيأوا لمنافسته، فإذا به وقت الحسم، يزيد من العزم، فيتجاوز الجميع بقدرات وإبداعات تنحني أمام كبريائها البطولات، فحقق الدوري الاستثنائي بكل تفاصيله.
لذا من أعماق الرياضة، بساطتها وصخبها، صدقها وجمالها، نبارك للأمة الهلالية لقباً غاليا وصعبا، قدموه كورقة عملٍ احترافية تستحق القراءة والتأمل والعمل بها من جميع أندية الوطن التي اعترفت جماهيرها أخيراً بأن الهلال يغرد خارج السرب كمؤسسة نموذجية تفعل أكثر مما تقول، وتفوز، وتفوز، وتفوز، وحين تخسر في ظاهرة نادرة فإنها لا تنهزم ولا تعود للوراء.
يجب تحية جمهور الهلال الذي لا يحب التراخي، ولا ترضيه أنصاف الحلول، جمهور يغازل درجات الكمال، لا يطربه إلا الهلال، لذا اللاعب وإن كان نجم شباك، والإداري وإن كان من كان، والمدرب صاحب السيرة الغالية، يهتفون لرحيلهم لمجرد قليلٍ من الإخفاق، أما الأهلي والذي ساء الوطن هبوطه للدرجة الأولى، لعراقته، يعد خسارة لدورينا أن يغادر من (بوابة) لم يكن يستحق محبوه ومؤسسوه أن يجر هؤلاء العابثون تاريخه إليها، فقد سبق وحذرت جماهيره قريباً ومن سنوات، أنهم هم الحصانة والسد المنيع لمن لا يجتهد ولا يخلص ولا يكترث للخسائر، التي خبأتها الأيام لهزيمةٍ كبرى.
النفيعي لم ينجح المرة السابقة، ورحبوا بعودته كبطل مرحلة، السومة انتهى قبل قوميز الهلال بسنوات، وبعتب الجمهور رحل الفرنسي، والسوري ويلٌ لمن سيلوح برحيله، هكذا كان التعامل (عشقُ بجنون) لا يسمح بالانتقاد، حتى ظن المقصر أنه فوق الكيان، لدرجة أن ملأوا الجوهرة أمام الرائد دعماً للاعبين يسحّبون (أرجلهم) من بدء الموسم، دون مبالاة بتاريخ القلعة.
توقيعي /
أسوأ ما في العشق، يعمي عيون المحبين.