DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

روسيا وتركيا تعيدان تشكيل البحر الأسود كنظام إقليمي

تؤسسان لتوافق يستجيب لمصالحهما ويستبعد الغرب

روسيا وتركيا تعيدان تشكيل البحر الأسود كنظام إقليمي
روسيا وتركيا تعيدان تشكيل البحر الأسود كنظام إقليمي
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
روسيا وتركيا تعيدان تشكيل البحر الأسود كنظام إقليمي
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية: إن روسيا وتركيا تعيدان تشكيل منطقة البحر الأسود؛ بهدف بناء نظام إقليمي جديد أكثر استجابة لمصالحهما الوطنية.
وبحسب مقال لـ «شوشانيك ميناسيان»، الأستاذ بكلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، أصبحت منطقة البحر الأسود في السنوات الأخيرة متورطة بشكل متزايد في شبكة من المصالح السياسية والعسكرية والتجارية والطاقة المتداخلة للقوى البرية العظمى العالمية والتقليدية.
وأردف يقول: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، اكتسبت المنطقة أهمية إستراتيجية إضافية؛ لأنها تحتوي على طرق نقل لموارد الهيدروكربونات لبحر قزوين وآسيا الوسطى والشرق الأوسط إلى الاتحاد الأوروبي.
وتابع: مع ذلك، فقد حدث تحوّل ملحوظ في البيئة الجيوسياسية للبحر الأسود في فترة ما بعد عام 2000.
وأضاف: في السنوات الأخيرة، أصبحت منطقة البحر الأسود موقعًا مركزيًا للمواجهة الأيديولوجية الجديدة بين الغرب والشرق، والمنافسة بين روسيا الأرثوذكسية والحضارة الغربية، ومنطقة دائمة للصراعات على النفوذ.
تأثير تطوراتوبحسب الكاتب، تؤثر هذه التطورات على أمن واستقرار منطقة البحر الأسود بعدة طرق.
وأشار إلى أن العسكرة غير المنضبطة، والجريمة المنظمة، والإرهاب، والتأثير المتزايد للمعلومات المضللة، وغياب سياسات بناء السلام المحلية والإقليمية الشاملة، كلها عوامل تجعل المنطقة هشة للغاية.
واستطرد: في حين تم تجاهل المنطقة إلى حد كبير من قبل مخططي السياسة الغربيين منذ نهاية الحرب الباردة، عملت روسيا وتركيا بشكل مكثف لتعزيز قدراتهما السياسية والاقتصادية هناك.
وتابع: في الواقع، كثف كلا البلدين من جهودهما لبناء نظام إقليمي جديد أكثر استجابة لمصالحهما الوطنية، يتسم النظام الإقليمي الجديد بتكامل متوازن بدقة بما يمكّن البلدين من استخدام إستراتيجيات دبلوماسية مرنة ومراعية للسياق.
وأضاف: في شكله الحالي، يعتمد نموذج التكامل الروسي التركي على الاعتراف المتبادل بمجالات النفوذ والاستعداد لتقديم تنازلات لتحقيق نتائج مفيدة للطرفين.
وأردف: الهدف الأساسي هو صياغة قواعد مشتركة لتحسين إدارة العلاقة الشاملة، وكذلك الديناميكيات والأولويات الإقليمية، تصاحب هذه الإستراتيجية جهود من كل دولة لتطوير اقتصادات وطنية قوية ومتينة، وصل كلا البلدين إلى مستويات مختلفة من التنمية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك، فقد أصبحتا قوتين مؤثرتين من خلال التوسع المستمر في وضعهما العسكري والاقتصادي، ومطابقته بحملة إعلامية حازمة وخطاب لا هوادة فيه.
إستراتيجية التكيفوبحسب الكاتب، يتمثل أحد العناصر الواضحة بشكل خاص في إستراتيجية التكيف الروسية التركية في منع زيادة النفوذ الغربي في المنطقة.
وأضاف: بتعبير أدق، ينظر كلا البلدين إلى نفسيهما على أنهما قوتين إقليميتين عظيمتين، ويريان أن منطقة البحر الأسود جزء مهم من خطاب سياستهما الخارجية.
ومضى يقول: بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كان الشركاء الغربيون ينظرون إلى أنقرة باعتبارها ثقلًا موازنًا لروسيا، وبدا أنها القوة الوحيدة التي كانت قادرة على مقاومة التحركات الروسية في منطقة البحر الأسود.
وتابع: اعتقد الليبراليون الذين يقودهم الغرب عمومًا أن أنقرة ستشكل الملف الأمني للمنطقة، وبالتالي تزيد من الهيمنة الغربية في المستقبل.
واستطرد: لكن مع ذلك أدت العمليات الجيوسياسية المتغيرة بعد عام 2007 إلى ظهور ديناميكيات غير متوقعة تمامًا في السياسة الخارجية التركية.
وأشار إلى أن عودة روسيا في عام 2007، وانضمام بلغاريا ورومانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ووصول محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى طريق مسدود، وخطط توسيع الناتو الجديدة التي تم الإعلان عنها خلال قمة بوخارست في عام 2008، تسبب في قيام أنقرة بإعادة تقييم إستراتيجياتها.
وأضاف: بدأت تركيا، بعلاقاتها التاريخية وأطول خط ساحلي بين الدول الساحلية في المنطقة، في اتباع سياسة نشطة في البحر الأسود، بعد الحرب الروسية الجورجية عام 2008، أطلق الرئيس أردوغان معاهدة الاستقرار والتعاون في القوقاز مع روسيا ودول جنوب القوقاز.
استبعاد الغربوتابع: كان من اللافت للنظر استبعاد الشركاء الغربيين من هذه السياسة، من خلال القيام بذلك، أرسلت أنقرة رسالة واضحة إلى شركائها الغربيين بأنها تفضل تحديد هيكل الأمن الإقليمي مع روسيا.
وأضاف: أصبح هذا الاتجاه واضحًا مرة أخرى خلال الصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورنو كاراباخ في عام 2020، من أجل تأمين مكان في جنوب القوقاز، تفاوضت أنقرة مباشرة مع روسيا حول مبادرات بناء السلام المستقبلية وقوضت دور مجموعة «مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمجموعة التي كانت الشكل الوحيد لحوار بناء السلام الدولي في الصراع.
ومضى الكاتب يقول: على الرغم من المصالح المتباينة في سوريا والخلافات الخطيرة الأخرى، خطت تركيا وروسيا بحذر في السنوات الأخيرة حتى لا تلحق الضرر بالترادف المشترك بينهما في منطقة البحر الأسود، حتى أنهم وجدوا بعضهم البعض في مجال جديد.
وتابع: منذ محاولة الانقلاب العسكري في عام 2016، أعادت أنقرة تعديل فهمها لثقافة الأمن القومي بشكل كبير، يشترك كلا البلدين الآن في الاقتناع بأن المجتمع الليبرالي والعناصر الديمقراطية التي يقودها الغرب تهدد الأمن القومي.
تحرك تركيويواصل الكاتب قائلا: في السنوات الأخيرة، تحرك الرئيس أردوغان بقوة لإثبات أن تركيا تعتبر نفسها القوة السياسية والعسكرية البارزة في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأسود.
وأردف: تبتعد تركيا عن الأيديولوجية الكمالية الموالية للغرب إلى القومية الجديدة الأوتوقراطية التوسعية، أوضح سلوك تركيا بالصراع بين أذربيجان وأرمينيا في عام 2020 وصناعة الدفاع المتنامية أن أنقرة تسعى لأن تكون لاعباً مركزياً في المنطقة بدلاً من أن تكون جسراً بين الشرق والغرب أو قوة أساسية للترتيبات الجماعية الغربية.
وأشار إلى أن قرار تركيا الأخير برفض طلبات عضوية السويد وفنلندا في الناتو بالقول «إن كلا البلدين يدعمان الإرهاببين بدعمهما جماعة حزب العمال الكردستاني المسلحة ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحزب العمال الكردستاني»، هو علامة على الخلاف الأيديولوجي والسياسي بين أنقرة وشركائها الغربيين.
ولفت إلى أنه يجب وضع اعتراض تركيا في سياق أكبر، وبالتحديد في الترادف الروسي التركي.
وتابع الكاتب: على مدى السنوات القليلة الماضية، قلل الغرب من شأن هذه الديناميكيات السياسية المتغيرة في منطقة البحر الأسود، تركز النقاش السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا تجاه المنطقة بشكل أساسي على الروايات الروسية، ومع ذلك، فإن إستراتيجية الغرب تحتاج إلى إعادة تفكير جذري واستجابة واضحة للتقارب الأيديولوجي بين روسيا وتركيا.