نشر العالم البريطاني النتائج التي توصل إليها عام 1929 ومع ذلك لم يتم إحراز أي تقدم في استخدام البنسلين كمركب علاجي، فأرسل فلمنج قالب البنسليوم الخاص به إلى أي شخص يطلبه على أمل أن يتمكنوا من عزل البنسلين للاستخدام السريري، إلى أن تمكن فريق من جامعة أكسفورد ببدء اختبار فعاليته السريرية.
عدوى خطيرة
وفي فبراير 1941، كان أول من حصل على البنسلين هو شرطي من أكسفورد، كان يعاني من عدوى خطيرة مع وجود خراجات في جميع أنحاء جسده، أدى تناول البنسلين إلى تحسن مذهل في حالته بعد 24 ساعة، إلا أنه توفي بعد بضعة أسابيع.تلقى المرضى الآخرون الدواء بنجاح كبير، ثم نشر فريق أكسفورد نتائجهم السريرية، لكن في ذلك الوقت لم تكن شركات الأدوية في بريطانيا العظمى قادرة على إنتاج البنسلين بكميات كبيرة بسبب التزامات الحرب العالمية الثانية، لذلك لجأت إلى الولايات المتحدة للحصول على المساعدة.
كان التعاون غير المسبوق بين الولايات المتحدة وبريطانيا لإنتاج البنسلين ناجحًا بشكل لا يصدق، وبنهاية عام 1942، توفرت كمية كافية من البنسلين لعلاج نحو 100 مريض، وبحلول سبتمبر 1943، كان المخزون كافياً لتلبية مطالب قوات التحالف بالحرب العالمية.
تغيير صناعة الأدوية
في أغسطس 1942، حصل فليمنج على بعض الإمدادات من مجموعة أكسفورد وعالج بنجاح مريضًا كان يحتضر بسبب التهاب السحايا بالمكورات العقدية، وعندما تعافى المريض كان العلاج موضوع مقال رئيسي في صحيفة التايمز البريطانية، وشهدت استخدامات البنلسين آفاق واسعة لينقذ أرواح الملايين.وأنتج الباحثون في هولندا البنسلين باستخدام طرق الإنتاج الخاصة بهم وقاموا بتسويقه عام 1946، مما أدى في النهاية إلى زيادة المعروض من البنسلين وخفض السعر، وأدى إنتاج البنسلين على نطاق واسع إلى تغيير صناعة الأدوية، كما أدى استخدامه السريري إلى تغيير علاج الأمراض المعدية إلى الأبد.
وحصل الإسكتلندي ألكسندر فلمنج الذي ولد في أغسطس عام 1881، على العديد من الجوائز بسبب إنجازاته واكتشافاته الطبية أبرزها جائزة نوبل في الطب عام 1945، قبل أن يرحل عن الحياة في 11 مارس عام 1955.
