تحدثت مع إعلاميين أجانب وكان حديثا شاملا بعضه عن الفن في المملكة. معروف أن الأنشطة التشكيلية انطلقت في الستينيات ابتداء بالمعارض الفردية، التي نظمها بعض الفنانين الأوائل مثل عبدالحليم رضوي وعبدالرشيد سلطان وعبدالعزيز الحماد ومحمد السليم وصفية بن زقر ومنيرة موصلي وضياء عزيز وتواصل نشاط الفنانين في السبعينيات بإقامة المعارض الفردية في الأندية الرياضية أو غيرها، وعدد غير قليل من الجيل الثاني انطلقوا في ذلك العقد بعروضهم الفردية أو مشاركاتهم الجماعية في معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو جمعية الثقافة والفنون. هذا الوفد أخذ في السؤال وفتح الحوار حول البدايات والأجيال والتجارب، وكنت أوضح لهم دور الجهات الحكومية ابتداء بابتعاث الشباب لدراسة الفن منذ الستينيات فإقامة المعارض محليا وخارجيا، أحدهم كان مثل مَن يجهز لي بسؤال ينقله عن أحد الفنانين -لم يسمه- بأنه لم يكن هناك فن في المملكة قبل التسعينيات، وتفهمت من حديث الإعلامي أنه التقى بأحد الإخوة الفنانين، الذين يشتغلون أداء معاصرا وكمَن يريد أن يكون البدء به أو أمثاله ممن أرادوا القفز على التاريخ. وجوابي كان بأخذه إلى جزء من مكتبتي يتضمن أدلة المعارض، التي أقيمت منذ السبعينيات وقلت له إذن ما الذي يمكن قوله إذا كانت هذه الأدلة تمثل المرحلة السبعينية والثمانينية والتسعينية، ثم فتحت صفحات من كتب مصورة لأعمال الفنانين عبدالحليم رضوي وصفية بن زقر، وكانت تتضمن أعمالا ستينية لهما لتصحيح الصورة، التي ترتسم في أذهان مثل أولئك الإعلاميين الأجانب، التي يكرسها للأسف بعض زملائنا. سؤالي لهذا الأخ وأمثاله، لماذا تشويه تاريخ ساحتنا الفنية بأنانيتكم ونرجسيتكم؟ وإذا كان من فن يعاصر ويتميز فلانه امتداد لمسار خمسين سنة، وجهود مؤسسات وفنانين وضعوا اللبنات وأسسوا قاعدة صلبة تسير عليها الأجيال اللاحقة وفي ظلالها.
[email protected]