أصبحت عيونهم، واهتماماتهم على حياة الغير، وبذلك يشعرون بشعور النقص، وفي الحقيقة جميعنا ناقصون، فلا أحد يمتلك الكمال.
هؤلاء الفئة من الناس فارغون من الداخل.
فارغون من الرضاء بما رزقهم الله، ومن الاكتفاء بما عندهم، وفارغون من محبتهم لأنفسهم ومن رضائهم بذاتهم.
هؤلاء الناس ينقسمون لقسمين:
القسم الأول:
أشخاص لديهم هوس الحديث عن الآخرين، ويريدون معرفة ما عندهم، أي أنهم اتخذوا القيل والقال حديثا لهم، بمعنى إذا لم يوجد لديهم أخبار عن الآخرين لا يتحدثون، لأنهم اتخذوا الآخرين حديثا لهم، وحديثهم جميعه بالآخرين.
فأنا شخصيا أصبحت أنفر من هؤلاء الفئة، وكثيرا ما يصغرون أنفسهم بعيني، لسبب القيل والقال، (لذلك أصبحت أتعامل مع هؤلاء الأشخاص بأني أصبحت من الناس الذين يقف عندهم ما يقال عن الآخرين).
لم أدعمهم فيما يقولونه عن الغير، لأن القيل والقال صفة سيئة، ولأنني أنا لست ممن اتخذوا القيل والقال أحاديث.
القسم الثاني:
الذين يرون ما عند الغير، أو بالأصح يريدون أن يفعلوا مثلما عند الغير وهم لا يستطيعون، أو حتى أذواقهم مختلفة عن الآخرين.
ولكن يريدون التقليد، أو يريدون أن يساووا مستوى حياتهم مثل غيرهم.
التركيز بحياة الغير يأخذ من وقتك الكثير، ويجعلك شخصية (مقارنة)، أي أنك تقارن نفسك بالآخرين دائما، وبكل شيء ويجعلك تهدم أيضا حياتك من دون أن تشعر.
فالآخرون ظروفهم مختلفة، ولو أرى غيري لديه وأنا ليس لدي مثله، سيتبادر بذهني أن ظروفنا مختلفه، وقد أعطاه الله شيئا وحرمه أشياء، وقد أعطاني أشياء وحرمني شيئا واحدا، لذلك لا بد من التركيز بحياتنا، واستشعار النعم التي حولنا ولا بد أيضا أن نعدد نعم الله علينا.
قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) في القرآن وردت هذه الآية مرتين، في سورة إبراهيم وفي سورة النحل.
كثرت حالات الطلاق وحالات تفكك الأسر، وحياة الكثير انهدمت، والكثير من الرجال غلبهم الدين فأصبحوا مساجين بسبب عدم القناعة، وبسبب المظاهر وبسبب أن فلانة لديها وأنا لم يعد لدي، أو أني أريد أن أصبح شيئا عاليا، أو أريد أن أصبح أفضل من فلانة أو أعلى منها.
هذا الفعل يفكك الأسر وأنت بذلك تضرين حياتك من دون شعور.
خلاصة الكلام:
- إن أحببت نفسك وقدرتها فسترى نعيما وكأنك تملك الدنيا وأيضا نظرة الآخرين عنك ستكون كذلك.
- ركز على نفسك يقترب منك كل شيء جميل.
- احفظ لسانك عن الآخرين يرزقك الله كل جميل.
@Noir_saud50