انتهت الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الثالث وبذلك بلغ عام تعليمي نهايته وحصد الطلاب والطالبات ثمرة غراسهم خلاله ونتائج اجتهادهم ومثابرتهم لينتقلوا بذلك إلى المراحل المقبلة مستمرين في مسيرة التحصيل العلمي لحين إتمام مراحله وإن كانت رحلته لا تنتهي.. فطلب العلم والاستزادة من بحوره وفضاءاته شأن لا ينتهي طريقه ولا يمل السير فيه كل مثابر رفيع الهمة وقوي الإرادة.
لنقف هنا عند مرحلة مصيرية وقرارات دقيقة حساسة ترتبط تحديدا بالتخرج من المرحلة الثانوية وبدء استكشاف مسارات الفرص المتاحة في الجامعات التي ما أن شارف العام على نهايته حتى بدأت تعلن عن فتح باب القبول في مقاعدها، مفصلة المتاح من التخصصات والنسب والدرجات المطلوبة في سبيل بلوغ الرغبات المعنية.. وهنا تبدأ صفحة جديدة في حياة الطالب التي من خلالها يستوعب تحديات الحياة وأهمية المبادرة والمثابرة في سبيل بلوغ حلمه وتحقيق طموحه خاصة مع التطورات الحاصلة في أنظمة القبول والتسجيل في الجامعات والتي تعتمد بالإضافة لنسبة الثانوية العامة على نسب أخرى ودرجات وقدرات ومهارات يتباين في قدرته على تحقيقها طالب عن الآخر وفي ذات الوقت تشكل أول خطوة في خارطة طريق حياته الجامعية وبالتالي العملية.. ولعل كل ما ورد آنفا يجدد الرهان على المنزل وقدرة الآباء والأمهات على استحضار الخبرات وتعزيز القدرات للأبناء والبنات بغية تمهيد السبيل في اجتياز هذه المرحلة وتحقيق القبول في الجامعة والاختصاص الذي يتوافق مع إمكانياتهم ورغباتهم بصورة تضمن انطلاقة موفقة في هذه الرحلة الجديدة والهامة والحاسمة عطفا على ارتباطها المباشر بمستقبلهم العملي وموقعهم في مسيرة التنمية الوطنية.
الحرص الذي نلمسه من الجامعات السعودية في سبيل ضمان أن تكون عملية القبول منظمة ودقيقة بالتالي يتم إلحاق الطلبة والطالبات في الكليات والتخصصات التي تلائم قدراتهم الفعلية يفترض أن تلتقي مع طموحاتهم، فالانجراف من قبل الإدارات المعنية بالقبول والتسجيل الجامعي خلف لغة الأرقام قصيرة المدى ومحدودة التقييم بالمقارنة بمسيرة تعليمية أمضاها الطالب خلال اثني عشر عاما وكذلك قدرات إبداعية لا تجد خانة تكتشف حقيقتها مع شروط القبول وآليات التسجيل.
الجامعة مستقبل الطلبة.. والطلبة مستقبل الوطن.. فهم الاستثمار البشري والركيزة الأساسية في إستراتيجيات ومستهدفات رؤية 2030.