وأشار إلى أن أغلب الاستكشاف وبدايات التحرش تبدأ من محيط الأقارب وممن يؤمن جانبه، إذا ضعف الوازع الديني والسلوك الذاتي المتأثر بمؤثرات كضعف مستوى العيب أو عدم الاحتشام المقبول أو الأحاديث التي بها ألفاظ غير أخلاقية أو ارتباط بصحبة فيها انحلال أخلاقي وممارسات تذيب القيم، مقدما شكره لجمعية «إشراق» على هذه المبادرة النوعية.
ثورة معلوماتية
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية التنمية الأهلية بالخبر «إشراق» خالد الحارثي: إن برنامج «نبيه» يأتي ضمن البرامج النوعية، التي تحرص الجمعية على تنفيذها لتوعية المجتمع من كافة المهددات، التي تؤثر في السلوك المجتمعي، لا سيما ما نشهده من ثورة معلوماتية كبيرة، وما يتم من خلالها من نشر برامج ومقاطع خادشة للحياء، وفيها تحرش مباشر بالأطفال، التي تعد جريمة بشعة تحظرها كافة الأنظمة والقوانين، كونها تمثل انتهاكا جسيما لحقوق الطفل، ما يتطلب أهمية تضافر جهود جميع الأطراف لتتبع المجرمين ومحاسبتهم.
مجسمات كرتونية
وبيّن أن هناك حالات من واقع ما تم رصدها أثناء تنفيذ البرنامج في المدارس، وأكد عدد من المعلمين أنه تم رصد حالات تحرش، ومع تنفيذ البرنامج تم تنبيه الطلاب، خاصة في المرحلة التمهيدية، والصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية، وتعليمهم أن هناك أجزاء ومواقع لا يمكن لأي شخص أن يمسك بها في جسم الإنسان باعتبار «جسمي أمانة»، وأنه تم تطبيق ذلك وتدريبهم فعليا على مجسمات كرتونية، بحيث يخرج الطالب ويشير لتلك المواقع.
عرض مرئي
فيما قدمت رئيس البرامج منال غزواني، عرضا مرئيا شرحت من خلاله برنامج «نبيه»، مشيرة إلى التحرش الإلكتروني، الذي يعد من أسرع الجرائم نموا في العالم، وأن خطوات المتحرش في بداية الأمر هي التعرف والإعجاب والكلمات الرومانسية والكلمات الخادشة، ثم إرسال الصور.
وأوضحت غزواني، أن من أهم وسائل الوقاية من التحرش الإلكتروني، هي تنمية الرقابة الذاتية، وتأمين أجهزة الأطفال تقنيا، وإشعار الطفل بالأمان، والتعرف على كيفية حجب المواقع المسيئة.
أنظمة وتشريعات
وأكد الخبير التربوي في مجال الطفولة د. عبدالله الحسين، أن الهدف من برنامج «نبيه» هو تحصين الأطفال من الوقاية من التحرش الجنسي، انطلاقا من الطفولة المبكرة، التي فيها تبدأ تكوين شخصية الطفل، ويكون الاكتشاف مبكرا من خلال البرامج التربوية الهادفة مثل «نبيه»، وحماية الطفل حق من حقوقه الأساسية، التي ضمنتها له الدولة بأنظمتها وتشريعاتها، وهنا يأتي دور المربي ليلعب دوره الأعظم في كفالة هذا الحق بالتوعية والمتابعة والتوجيه والإرشاد.
مساحة آمنة
وتطرق د. الحسين إلى الأمور الإيجابية الوقائية، التي يجب أن يمارسها الآباء والأمهات من أجل وقاية الطفل من خطورة التحرش سواء اللفظي أو الجنسي، هو تعليم الطفل في الطفولة المبكرة كيفية احترام خصوصيته بأسلوب بسيط وجاذب، وكذلك تفعيل الحوار الممتع مع الطفل وخلق مساحة آمنة له يتعايش فيها مع الأشخاص الموثوقين، الذين يمكنه اللجوء لهم عند وقوع خطورة التحرش.
وأشار إلى أن معظم ما يعانيه الأطفال والمراهقون هو ما يسمى بالجوع العاطفي، الذي يحصل من قبل الآباء والأمهات والمربين في تقصيرهم لإشباع الطفل عاطفيا من تقبيل واحتضان ورفق ولين بشكل مستمر، وهذا السبب الأهم الذي يجعل معظم الأطفال يبحثون عنه في خارج المنزل.
الرقابة الذاتية
وأضاف: من أهم وسائل الوقاية من تنمية الرقابة الذاتية، وتأمين أجهزة الأطفال تقنيا، وإشعار الطفل بالأمان، والتعرف على حجب المواقع المسيئة، مؤكدا أهمية تعليم الطفل على أجزاء جسمه الحساسة بشكل تدريجي حتى ثلاث سنوات، وتوعيته بعدم لمس تلك الأجزاء من أي شخص كان، وكذلك إخبار الطفل بضرورة جعل مسافة آمنة بينه وبين الآخرين، وألا يذهب مع أشخاص لا يعرفهم.