وتابع: ظلت الدول الأخرى المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي واهنة لسنوات بل ولعقود في غرفة الانتظار الأبدية في الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن هذا الأمر لا يثير فقط الشكوك حول جاذبية الاتحاد الأوروبي لدول أوروبا الشرقية، بل يفتح الباب أمام ظهور وسطاء إقليميين آخرين.
وأضاف: لنأخذ على سبيل المثال دور تركيا في غرب البلقان. على الرغم من أن دول البلقان الغربية لا تزال متجذرة بقوة في المدار الجيوسياسي لبروكسل وواشنطن، فإن أنقرة تتحرك بسرعة لتعزيز وجودها الاقتصادي والسياسي في بلدان مثل صربيا ومقدونيا الشمالية وألبانيا والبوسنة والهرسك.
ومضى يقول: تشترك تركيا ودول البلقان في تاريخ مشترك بمجرد ربطها بالإمبراطورية العثمانية. لكنهم أيضًا في نادي الدول التي منحها الاتحاد الأوروبي وضع المرشح، لكنها انتظرت بصبر بلا جدوى.
تركيا تنتظر منذ عام 1999
وأردف: الآن، تبدو عضوية أنقرة وحلفائها بالبلقان في الاتحاد الأوروبي وكأنها طموح ضائع. بدأت 3 دول من دول البلقان، وهي صربيا ومقدونيا الشمالية وألبانيا، عملية الاندماج الخاصة بها في مبادرة البلقان المفتوحة، والتي يعتبرها العديد من قادة المنطقة بديلاً عن عضوية الاتحاد الأوروبي.
وبحسب الكاتب، فإن تركيا من جانبها تنتهج سياسة خارجية متعددة النواقل، وتلعب البلقان دورا مهما في تلك الإستراتيجية. لقد وقعت أنقرة بالفعل اتفاقيات تجارة حرة مع كل دولة في غرب البلقان، ونتيجة لهذه الصفقات، تزيد بثبات ثقلها الاقتصادي.
وتابع: على سبيل المثال، بلغت التجارة الثنائية بين تركيا وصربيا، أكبر اقتصاد في غرب البلقان، حوالي ملياري دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع أن يتضاعف ليصل إلى 5 مليارات دولار بنهاية العام الجاري. على مدى العقد الماضي، زادت الاستثمارات التركية في صربيا أيضًا من مليون دولار إلى 300 مليون دولار الآن.
وأردف: يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة صربيا قريبًا، بينما كان وزير خارجيته، مولود جاويش أوغلو، في المنطقة مؤخرًا لعقد اجتماعات مع قادة في صربيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية وكرواتيا، التي هي أحدث دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، والتي انضمت إلى الاتحاد عام 2013 بعد 9 سنوات كدولة مرشحة.
واستطرد: كما زار أوغلو كوسوفو، المقاطعة الصربية الانفصالية التي أعلنت الاستقلال في عام 2008، واعترفت بها تركيا ومعظم أعضاء الاتحاد الأوروبي ومعظم دول البلقان كدولة مستقلة.
وأضاف: على الرغم من الاختلافات فيما يتعلق بوضع كوسوفو، إلا أن الشراكة الثلاثية ما زالت قائمة. وتعتزم أنقرة عقد قمة تركيا والبوسنة والهرسك وصربيا قريبا.
وأردف: على الرغم من أن أنقرة تهدف إلى تصوير نفسها على أنها شفيعة لمسلمي البلقان، خاصة في البوسنة، إلا أن تركيا تولي اهتمامًا أكبر للتعاون الاقتصادي. في صربيا، افتتحت أنقرة مصانع واستثمرت في الأعمال التجارية، بينما في البوسنة، تركز على ترميم المساجد وتعميق العلاقات الثقافية مع البوشناق، وهي واحدة من ثلاث مجموعات عرقية أصلية.
وتابع: في صربيا، يمكن للمواطنين الأتراك استخدام بطاقة الهوية البيومترية الخاصة بهم للسفر بدلًا من جواز سفرهم.
وأشار إلى أنه في عام 2019، منحت صربيا للشرطة التركية القدرة على العمل على أراضيها، مضيفًا: تخشى بعض منظمات حقوق الإنسان من أن يتم الضغط على صربيا لتسليم منتقدي أردوغان، بمن فيهم النشطاء الأكراد، إلى أنقرة.
وأوضح أن صربيا ليست الدولة البلقانية الوحيدة التي تتودد لها تركيا، لافتًا إلى أن هناك دولًا أخرى في المنطقة تحظى أيضًا باهتمام أنقرة.