وأضافت الصحيفة الأمريكية: قمعت الديكتاتورية بوحشية التمرد وأمضت الأشهر منذ ذلك الحين في تعزيز جهازها للسيطرة السياسية بشكل منهجي.
وتابعت: كجزء من ذلك القمع، يقوم النظام بجمع ومعاقبة من شارك في التظاهرات، وفي الاضطرابات التي سبقتها. وبحسب منظمة كوباليكس لحقوق الإنسان التي يوجد مقرها بالولايات المتحدة، فإن نحو 725 شخصا رهن الاحتجاز.
وأردفت: في 24 يونيو، أصدر النظام أحكاما قاسية بالسجن بحق اثنين من أشهر قادة الحركة، مايكل أوسوربو كاستيلو ولويس مانويل أوتيرو ألكانتارا.
وأضافت: لا شك في أن النظام الكوبي قد أصدر هذه العقوبات على افتراض أنه لن يتلقوا سوى القليل من الإدانة في ظل عالم تشتت انتباهه الحرب في أوكرانيا والتضخم والمشاكل الخطيرة الأخرى.
ونوهت إلى أن هذا سبب إضافي لقضاء بضع لحظات في فهم طبيعة احتجاجات هؤلاء الرجال الشجعان، ولماذا تعتبرها الديكتاتورية مهددة بشكل خاص.
وتابعت: مثل العديد من الأشخاص الأكثر اضطهادًا واغترابًا في كوبا، فإن كلا من كاستيلو وأوتيرو من السود. كلاهما يأتي من ظروف اقتصادية متواضعة.
وأردفت: كلاهما قاما بعمل مبتكر في الثقافة الشعبية الكوبية، الأول هو مغني راب والثاني نحات وممثل. وكلاهما عبر بتحدٍّ عن مقاومة النظام من خلال الفن.
وبحسب الصحيفة، أوتيرو هو أحد مؤسسي حركة سان إيسيدرو، التي بدأها في عام 2018 صحفيون وأكاديميون وفنانون للاحتجاج على الرقابة المشددة.
وتابعت: جنبًا إلى جنب مع الفنانين الكوبيين السود في المنفى، شارك كاستيلو وأوتيرو في مقطع فيديو موسيقي لنشيد الحرية لموسيقى «الوطن والحياة» - الذي انتشر في فبراير 2021، وهو يتناقض بشكل جذري مع شعار النظام «الوطن أو الموت»، وكانت كلماته على لسان العديد ممن انضموا إلى الاحتجاجات.
ونوه إلى أن النظام يتعافى الآن من هذه الضربة المدمرة لصورته الدولية، مضيفا: بعد تعرضه للضرب المبرح من قبل ضباط أمن الدولة بعد شهرين من إطلاق الفيديو، تم القبض على كاستيلو في مايو 2021 وهو في السجن منذ ذلك الحين. وكان الحكم بالسجن 9 سنوات الذي صدر بحقه بسبب جرائم غامضة مثل «الازدراء» و«التشهير بالمؤسسات والمنظمات والأبطال والشهداء»، فضلاً عن «الاعتداء»، في إشارة واضحة إلى محاولاته لصد الشرطة. وحُكم على أوتيرو 5 سنوات لجرائم ملفقة مماثلة، بالإضافة إلى إهانة الرموز الوطنية، في إشارة واضحة إلى استخدامه العلم الكوبي في عروضه.
ومضى يقول: هذا الانتهاك الجسيم الأخير لحقوق الإنسان والذي يبرر رفض الرئيس بايدن السماح لكوبا بحضور قمة الأمريكتين الأخيرة، يجب أن تحرج حكومات أمريكا اللاتينية، بقيادة المكسيك، التي احتجت على هذا الإقصاء. أي نظام يسجن فنانين مسالمين يستحق كل الإدانة التي يمكن للعالم أن يحشدها.