● ماذا يعني لك وجع الكتابة؟
الكتابة راحة وما قبل الكتابة هو الوجع، وفترة اختمار النص في المخيلة من أصعب الفترات، لذلك يطلق عليها مرحلة «قلق الكتابة» أو «قلق الكاتب».
كيف دخلت عالم القصة القصيرة؟
لم أختر الدخول إلى عالم القصة، بل القصة دخلتني، فجأة تشعر بتلك الصراعات والمعارك التي تدور بداخلك وفي ذهنك، تنام وتصحو على أصوات الضجيج في خيالك، ثم ما يلبث أن يخرج العمل فيهدأ كل شيء ويعم الصمت والسلام الداخليان، ولا يهم بعد ذلك إن كان ذلك العمل قصة أو لوحة أو قصيدة نثر، لكنني أشعر براحة كبيرة وأنام.
● تهتمين كثيرا بجمالية النص، هل هي مدخل لقبول القارئ كتاباتك؟
حالما يخرج النص من الكاتب فهو لم يعد ملكه وليس لديه سطوة عليه، فالنص الجيد هو الذي يصنع كينونته ويمضي، بل يستطيع أن يدافع عن نفسه، لذا أحرص أن أمكن نصي من الأدوات التي تمكنه من الدفاع عن نفسه، اللغة وتقنية السرد والحبكة وحتى العنوان والخاتمة، أدوات لا بد منها.
● من الواضح استحضار التراث الوطني من مأثورات ومفردات في الكثير من قصصك.
البيئة السعودية غنية بالموروث الشعبي، وأنا نشأت في بيئة ترضعك الموروث من خلال حكاوى الجدات والأساطير وغيرها، وكل ذلك يشكل شخصية الكاتب، ولا بد له أن يتأثر به ويظهر في منجزه الإبداعي، ولا ننسى أن الكاتب يتأثر بما يقرأ، ومنذ صغري قرأت لروائيين سعوديين كبار أمثال عبدالعزيز المشري وطاهر سلام ●رحمهما الله●، وهما من عمالقة كتاب الحكايات الشعبية والقصص، فقد كتبا عن القرية والسهل والجبال في الجنوب، وامتزجت كتابتهما بين ضجيج المدينة وهدوء القرية.
● تهتمين كثيرا بطرح القضايا الاجتماعية في نصوصك القصصية.. هل المطلوب أن يكون القاص مصلحا اجتماعيا؟
ليست القضية هي إصلاح مجتمع، فدور الأدب والكاتب ليس إصلاح المجتمع، وليس دوره أن يقود الناس أو يحمل المشعل، فقط عليه أن ينير الدرب ويلفت النظر إلى الطريق، ربما يكون ذلك بالتقاط جزئيات صغيرة من الحياة لا يلتفت إليها الإنسان العادي، لكن عند المبدع تمثل شرارة الانطلاق الفني.
● ما سبب عدم انتشار القصة القصيرة جدا في المشهد الثقافي؟
لا أرى ذلك، بل على العكس أرى أنها تتقدم، وثمة كتاب يكتبون ودور ونقاد وقراء يقبلون، فهو عصر السرعة، لكني لا أحب وضع الأطر للأشياء، والإبداع في مفهومه العام يعني كسرا للقواعد وتحطيما للأطر، هو ثورة الخيال على السائد والمألوف.
● كونك فنانة تشكيلية هل له تأثير على الكتابة القصصية لديك؟
الفن التشكيلي والكتابة كلاهما رسم، قد تختلف الأدوات، لكن اللوحة تنطوي على قصة، وكذلك القصة الجيدة هي لوحة موقعة بالقلم من عدة زوايا.
● أيهما أكثر صعوبة.. إنجاز لوحة أم نص قصصي، وأين تجدين نفسك أكثر؟
كما ذكرت سابقا لا أفكر لحظة اصطراع الدواخل فيما يعتمر في داخلي، لكني حالما أمسك الأداة المناسبة يخرج المنتج، الرسم له أدواته وكذلك الكتابة، ولم أفكر في عقد مقارنة نفسية داخلي بينهما، ما أعرفه أني أرتاح لهما وأنهما المعبران عني وصديقاي ورفيقاي وكاتما أسراري.
● هل أخذت مجموعتك الثانية «ظل عاشق» حقها إعلاميا ونقديا؟
● العمق الإنساني كان واضحا بطريقة فلسفية في المجموعة، ولا أظن أن الكاتب مهما بلغ من شهرة يرضى عن نفسه وإلا توقف إبداعه، وبالتالي فهو في حالة قلق دائم أن ثمة أحدا ما في كون ما لم يصل النص إليه، لذلك هو يتمنى أن تقرأ نصوصه كل الكائنات.
● هل مهم وجود المثقف في مواقع التواصل الاجتماعي؟
مواقع التواصل الاجتماعي سمة هذا العصر، وأنا لا أحب العزلة، لكنني لست متاحة للجميع في كل الأوقات، فهناك التزامات أخرى في الحياة، مثل دفء الأسرة والعائلة والعمل.
القصة الجيدة لوحة فنية موقعة بالقلم من عدة زوايا
دور الأديب والكاتب ليس إصلاح المجتمع.. وإنما ينير الدرب
الكتابة راحة.. واختمار النص في المخيلة من أصعب الفترات
أنام وأصحو على أصوات الضجيج الخيالية.. والقصة القصيرة تتقدم
أكدت القاصة والفنانة التشكيلية سعاد عسيري، أن النص عندما يخرج من يد الكاتب فإنه لم يعد ملكه وليس لديه سطوة عليه، مشيرة إلى أن الفن التشكيلي والكتابة كلاهما رسم باختلاف الأدوات، خاصة عندما تنطوي اللوحة على قصة.وأوضحت أن البيئة السعودية غنية بالموروث الشعبي، وأنها رضعت الموروث من خلال حكاوى الجدات والأساطير وغيرها، وهو ما يشكل شخصية الكاتب الذي لا بد أن يتأثر بتلك التجارب وتظهر في منجزه الإبداعي.