واستعرض القواسم المشتركة في الأدب رغم اختلاف أنواعه، فهو ليس علما ولا فنا ويبعد عن الفلسفة، إذ يسير بكوامن شعرية نثرية، ترافقها إضاءات تعرج بالتطلعات الأدبية إلى عوالم مختلفة ربما تصل إلى أبعاد فلسفية عميقة.
فيما أرجعت الشاعرة السودانية روضة الحاج، أسباب قراءة الشعر إلى إجابة للناقد البريطاني سي إز لويس، الذي قال إن قراءة الشعر كما هو يعد «سماء الليل»، فالقارئ يصبح ألف شخص، يرى بأعين لا تعد ولا تحصى، فنقرأه لأن المكانة التي نصل إليها في الذات البشرية لا يصل إليها سوى الشعر، فالكلمات واللغة تتصف بالحياد، لذلك يمكن القول إن الشعر حافظ اللغة يعزز من الشعور في المشاركة رغم التقاطعات التاريخية التي يحملها في قوالبه.
وشددت على أنه بالعودة إلى تاريخ العلماء المهتمين بعلمي الفيزياء والكيمياء وغيرهما من شتى أنواع العلوم، نلمس اهتماما بالفنون والأدب والمسرح، التي تمنحهم مهارات الحياة والتدريب على الخيال، ويمكننا القول إنه لا تقاطعات بين المخترعين والأدباء، فالأدب لم يقف حائلا أمام المجالات العلمية.
وشاطرتها الرأي الروائية الكويتية بثينة العيسى قائلة: الأدب لن يلغى نظير تنوع المشتتات، فهناك اتساع في رقعة القراءة، بيد أن القراءة أقل الوسائل تكلفة لتنمية الذات.
وترى أن قراءة الرواية تؤدي إلى تعدد في المنظور، ما يستلزم الاحتفاء بطبيعة الوجود داخل العالم المدهش، في حين تذهب الرواية بقارئها إلى مخيلة ربما تعيد له الواقع من جديد، لذلك فهي تجربة تحول عميقة تسهم في التغيير باللغة والتفكير، وأضافت: من يقرأ فنون الأدب بكثافة قد يصاب بحالة من الملل، هكذا يقال، فالقراءة بطريقة مبرمجة تؤدي إلى عدم الاستيعاب وتلك مشكلة فردية.