عن ماذا نتحدث؟ منذ نشأته كان الأهلي المدد الأول للمنتخب، بل كان في بعض الأحيان هو المنتخب. عن ماذا نتحدث؟، عن أسماء أساطير الكرة، لن نفعل ذلك لأن المساحة المتاحة هنا لا تسمح بذلك. تكفي الإشارة إلى أن مارادونا قد ارتدى قميص الفريق يوما ما، كما أن لاعب القرن في تونس الشقيقة قد توشح بقميص الفريق لما يقارب عقدا من الزمن.
الأهلي الكيان كفريق بهذه المواصفات ليس أول فريق يهبط، فصعود الفرق وهبوطها أمر معتاد في دوريات كرة القدم. بايرن ميونخ عملاق الدوري الألماني، والسيدة العجوز عملاق الدوري الإيطالي، والإنتر وميلان، واليونايتد عملاق الدوري الإنجليزي أندية هبطت من الدوريات الممتازة. هبطت ثم عادت بأقوى مما كانت. الهبوط هو نتيجة حتمية لإخفاق أداء الكيان كمؤسسة، ورب ضارة نافعة. فلعل الكيان يرتب صفوفه ويعيد بناء مؤسسته ليعتلي قمة الدوري الممتاز حيث يكون.
هذا زمان المؤسسات، هذا زمان الاحتراف، لهذا وكالعادة فاز الفريق ذو المؤسسة الأكثر رسوخا حيث الاحتراف هو ثقافة الفريق إدارة وأجهزة تدريبية وفنية ولاعبين. وسجل الدوري لدينا يدعم هذه الحقيقة. الفريق الرياضي مؤسسة شأنه شأن أي مؤسسة أخرى، وبالتالي فإن نجاح الفريق من عدمه يعتمد على أداء المؤسسة.
لعل ما لفت الانتباه في هذا الحدث الرياضي الجلل هو ردة فعل الجمهور الرياضي العريض بمختلف انتماءاته. وقد كان الرقي هو عنوانها العريض، هذا هو الأهلي يغدق على الكل معاني الرقي، لقد كانت معظم ردود أفعال الجماهير راقية بقدر تعاطفها مع الراقي، هذا ما نتوخاه من جمهور الكرة لدينا فكلنا في الرقي شركاء.
الجبال الشامخة والأشجار الباسقة والقامات الفارعة والقلاع الحصينة لا تسقط أمام العواصف. هذا هو ما نتمناه لملكي الأندية السعودية.
تنويه: ورد في المقال السابق نسبة رواية قصة مدينتين للروائي الروسي ليو تولوستوي والحقيقة أنها للروائي البريطاني تشارلز ديكنز. لذا وجب التنويه.
[email protected]