في البداية أشكرك أخي العزيز على الاستضافة، وأشكر الجريدة المميزة، وأتمنى لكم التوفيق، لقد فضلت التدريب في الخارج بسبب رغبتي في كسب مزيد من الخبرات وخوض تجربة وتحد في ظروف صعبة، كما أن لدي الطموح لأحقق أفضل استفادة كمدرب محترف.
• هل لعب الجانب المادي دورا في قرارك؟
الهدف من الاحتراف الخارجي لم يكن المادة، ولكن عقدي كان كبيرا مقارنة بالعقود الأخرى في تونس.
- قبل قبولك العرض التونسي.. هل امتلكت عروضا أخرى؟
كان لدي عروض كثيرة في دوري الأولى، ولكن للأسف جميعها كانت دون الطموح ومن فرق المؤخرة، وكلها تبحث عن البقاء فقط.. لم أحقق إنجاز الصعود لأن كل الفرق التي دربتها كانت مهددة بالهبوط، ونجحت في إنقاذها أكثر من مرة، أما الفرق التي تملك الإمكانات وتنافس على الصعود فلم تأت منها عروض تدريبية.
- لماذا قبلت تدريب هذه الفرق؟
لم يكن لدي خيار أفضل وقتها، وبصراحة قبلت هذه العروض في السابق لأني مجبور كمدرب محترف أريد أن أعمل، وأحب أن أشير إلى أغلب الأندية التي دربتها تعاني الآن.. فعلى سبيل المثال النجوم أبقيتهم ثلاث سنوات في دوري الأولى، وفزنا على أفضل الفرق، والآن هم بالدرجة الثالثة، وأيضا «المجزل» في الثالثة، وكذلك النهضة، فقبل مجيئي كان رصيده 9 نقاط فقط، وأنقذتهم من الهبوط لدوري الثانية بفضل النتائج التي حققناها، والآن هبطوا إلى الثانية.. وأخيرا العين جلبت لهم أفضل العناصر المحلية وكان الهدف الصعود، ولكن لم نستطع تسجيل الأجانب ولم نحظ بفترة إعداد وتبخر حلم المنافسة على الصعود.. وغيرهم الكثير.
• هل المدرب السعودي قادر على التدريب خارجيا؟
نعم، المدرب السعودي قادر ومؤهل متى ما وجد الظروف الجيدة، رغم أن التجربة في الخارج صعبة جدا وتحتاج تعاملا خاصا فكل شيء مختلف.
• هل ستستمر في تجربتك الخارجية؟
رئيس النادي محمد علي العروي وأعضاء مجلس إدارته عرضوا علي من البداية عقدا لمدة عام ونصف، ولكن فضلت الصبر وإنهاء مباريات الكأس، وإن شاء الله سيكون لدينا تواصل خلال الفترة المقبلة وسوف نرى، نتائجنا كانت رائعة رغم قصر فترة التحضير وإصابة أكثر من 6 لاعبين أساسيين، إلا أننا فزنا في دور الـ32 بالكأس على حمام سوسة، وهو أحد فرق الدوري الممتاز، ثم أقصينا الاتحاد المنستيري، أحد أفضل الفرق في تونس، هذا الموسم من دور الـ 16، قبل أن نودع المسابقة أمام الصفاقسي ثالث الترتيب، بعد طرد اثنين من لاعبي فريقي، ورغم ذلك وصلنا للأشواط الإضافية ولم نخسر إلا في الشوط الإضافي الثاني.
• كيف وجدت التفاعل من الشارع التونسي معك؟
وجدت كل حب وتقدير من المسؤولين والجمهور، لأن الشعب التونسي مغرم بكرة القدم.. طبعا هناك أصوات شاذة لا يقاس عليها وكانت في البداية فقط كاستغراب، ولكن سرعان ما تغير الوضع كليا بعد النتائج الطيبة.
• من أفضل الفرق هذا العام في تونس؟
أفضل الفرق أداء آخر هذا العام الترجي والاتحاد المنستيري والصفاقسي، ولكن كعراقة هناك الأفريقي والنجم الساحلي أيضا لديه بعض التراجع ولكنها فرق كبيرة وستعود للمنافسة.
• ما طموحك القادم؟
طموحي القادم التدريب في دوري المحترفين ومن ثم تدريب المنتخب الأول بإذن الله.
• ماذا ينقص المدرب السعودي؟
ينقص المدرب السعودي الفرصة الكاملة وتوفير الأدوات.
• ما العوائق التي واجهتك في تجربتك بتونس؟
طبعا لا أستطيع أن أخرج المشاكل التي واجهتها للعلن لأن هذا شأن تونسي خاص بالمسؤولين التوانسة وهم أدرى بدوريهم وكرتهم وتطويرها، لكن الكرة التونسية عريقة وأنجبت الكثير من النجوم، حتى وإن تراجعت قليلا لكن سرعان ما تعود لعهدها، وإذا ما كان عندي نصيحة سأقدمها لهم ولكن بعيدا عن الإعلام.
• ما سبب كثرة المدربين (التوانسة) في دوري الدرجة الأولى والثانية والثالثة؟
لأمور كثيرة، ولكن أبرزها التقارب فيما بيننا، بالإضافة إلى عامل اللغة، وعلى العموم عالم التدريب لا يعتمد على جنسية محددة والتدريب كفاءة ومن يملك الإضافة أهلا به في دورياتنا.
• كيف رأيت هبوط الأهلي لدوري الأولى؟
هبوط الأهلي له عدة أسباب، ومن ضمنها الاختيار غير المناسب للمدرب واللاعبين الأجانب، وأهم نقطة بعد زيادة عدد اللاعبين الأجانب الفريق الذي لا يحسن اختيار محترفيه وفق احتياجاته الفنية سيفقد أكثر من نصف قوته، كذلك البداية غير الجيدة في الدوري وعدم اكتمال صفوف الفريق خلال فترة الإعداد، بالإضافة إلى عدم تدخل الإدارة في الوقت المناسب لتعديل الأوضاع وتقويم العمل، وأخيرا عدم وجود الخبرة في التعامل مع ضغوط انهيار الفريق وتفادي الهبوط؛ كون هذا الشيء حديث العهد على الأهلي.
• هل سيعود سريعا أم سيعاني؟
دوري الدرجة الأولى صعب ومتقلب ومختلف من حيث الاهتمام والأضواء، إذا لم يتم اختيار اللاعبين المحليين والمحترفين المناسبين بعناية وإذا غاب الإعداد الجيد، ربما سيعاني لأن كل الفرق ستقدم الأفضل أمام هذا النادي الكبير وستكون مواجهته أشبه بمباريات الكؤوس.
• ما رأيك في الدوري السعودي؟
الدوري السعودي قوي جدا وممتع ومثير وفيه تنافس كبير بعد ارتفاع عدد الأجانب ودعم الوزارة المالي، لكن طريقة تسويقه ضعيفة بسبب النقل التلفزيوني وبرامج التحليل والمواقع المساندة التي لا تناسب قوة الدوري، وهو ما يحد من انتشاره ومشاهدته خارجيا.