DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

معالجة الماضي الاستعماري قد تورط بلجيكا عسكريا في الكونغو

أسباب تجديد العلاقات معقدة وتأتي وسط ديناميكيات متغيرة

معالجة الماضي الاستعماري قد تورط بلجيكا عسكريا في الكونغو
معالجة الماضي الاستعماري قد تورط بلجيكا عسكريا في الكونغو
رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي يلقي نظرة على قناع تذكاري سلمه ملك بلجيكا فيليب في المتحف الوطني بكينشاسا (أ ف ب)
معالجة الماضي الاستعماري قد تورط بلجيكا عسكريا في الكونغو
رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي يلقي نظرة على قناع تذكاري سلمه ملك بلجيكا فيليب في المتحف الوطني بكينشاسا (أ ف ب)
قالت مجلة «بوليتيكو»: إن بلجيكا تحاول إصلاح أخطاء ماضيها الاستعماري في الكونغو، لكنها تخاطر بإضفاء الشرعية على الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، الذي وصل إلى السلطة بانتخابات يراها الاتحاد الأوروبي مشكوكا فيها.
ووفقا للمجلة، فإن تلك المحاولة قد تقودها إلى ارتكاب أخطاء كارثية ربما تثير أسئلة صعبة حول إعادة جيشها للبلد الأفريقي.
وبحسب مقال لـ «باربرا موينز»، كانت زيارة العائلة المالكة البلجيكية إلى الكونغو، التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر، محاولة للتعامل مع الماضي الاستعماري المروع لبلجيكا.
وأضافت: لكن نتيجة لذلك، انتهى الأمر ببروكسل أيضًا إلى احتضان ومساعدة الرئيس تشيسكيدي.
وأردفت: أعلن المسؤولون الكونغوليون أن تشيسكيدي هو الفائز في سباق 2019، ورفضوا العديد من التقييمات المستقلة، التي خلصت إلى أن مرشح المعارضة مارتن فايولو هو الفائز الشرعي.
وتابعت: زعم فايولو أن التصويت تم التلاعب به في صفقة أبرمها تشيسكيدي مع الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا، وطعن في النتيجة بالمحكمة الدستورية، ولكن دون جدوى.
قبول الغرب
وبحسب الكاتبة، قبلت القوى الغربية على مضض الطريقة التي جرت بها الأمور في كينشاسا، واكتفت بالتذمر بشأن عملية ديمقراطية غير عادلة، لكنها في الحقيقة سعيدة بالتخلص من كابيلا وشعرت بالارتياح لرؤية أول انتقال سلمي للسلطة في الكونغو، منذ استقلالها عن بلجيكا عام 1960.
وأردفت: كانت الرحلة قد تأجلت عدة مرات بسبب الوباء والحرب في أوكرانيا، مما جعلها قريبة من موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الكونغو عام 2023.
وأشارت إلى أن الملك فيليب، في زيارته الأولى للكونغو منذ توليه العرش في 2013، إلى جانب رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، سلم الذخيرة لمواجهة الانتقادات من خصومه السياسيين.
ومضت تقول: سعى تشيسكيدي جاهدًا لكسب نفوذ أكبر على المحكمة الدستورية في الكونغو من خلال حشدها بالموالين المختارين بعناية، في الشهر الماضي فقط، أقال رئيس المحكمة، كما يخشى خصومه، استعدادًا لانتخابات عام 2023.
وتابعت: بالنسبة للرئيس الكونغولي، فإن المكاسب السياسية لتحسين العلاقات مع بلجيكا واضحة، وبالمثل المكاسب الاقتصادية.
واستطردت: كانت الصين تستثمر أقل في أفريقيا، خاصة منذ جائحة فيروس كورونا، وحرصًا على التدخل، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 150 مليار يورو لتمويل المشروعات الكبرى في أفريقيا.
وأضافت: يأمل تشيسكيدي أن يتجه جزء من هذه الأموال إلى الكونغو، الذي يمكنه أيضًا استخدامه للمساعدة في إقناع البنوك بإقراضه الأموال، التي يحتاجها لإطلاق اقتصاد بلاده المتخلف، الذي تقلص بنسبة 3.5 % العام الماضي.
علاقات معقدة
ونقلت الكاتبة عن جيلبرت فيتولا كشيبا، رئيس جامعة لوبومباشي، قوله عند تقديم الملك لآلاف الطلاب الذين يلوحون بالأعلام الكونغولية والبلجيكية: بلجيكا بحاجة إلى الكونغو والكونغو بحاجة إلى بلجيكا.
ومضت الكاتبة بقولها: هذا صحيح، يمكن للكونغو بالتأكيد أن تستفيد بمساعدة بلجيكا العملية، لكن سبب حرص بروكسل على تجديد العلاقات أكثر تعقيدًا.
وأردفت: تحاول بلجيكا، مثلها مثل العديد من القوى الإمبريالية الغربية السابقة، مواجهة ماضٍ استعماري مظلم، على خلفية الاحتجاجات المستمرة التي ترفع شعارات «حياة السود مهمة».
وتابعت: كانت الفترة تحت حكم الملك البلجيكي ليوبولد الثاني هي الأكثر شهرة، أدى نظام العمل القسري الوحشي إلى وفاة 10 ملايين كونغولي على الأرجح خلال فترة حكمه من المرض وسوء المعاملة، وتعرض العمال لعقوبة مروعة لفشلهم في تلبية الحصص في مزارع المطاط التابعة للملك، بما في ذلك بتر الأطراف.
وأضافت: ذهب خطاب الملك إلى ما هو أبعد من خطاب عام 2020 الذي أعرب فيه عن أسفه العميق، لكنه ابتعد عن إصدار اعتذارات رسمية، التي كان المسؤولون يخشون أن تؤدي إلى مطالبات بتعويضات.
وقالت: وفقا لدي كرو، فإن مكانة الكونغو في العالم تتغير أيضًا، فهي الآن لاعب إقليمي رئيسي في الجهود الدولية للحد من تغير المناخ ومكافحة إزالة الغابات.
وأردفت: من خلال الدعوة إلى الحوار وفرض شروط صارمة على أموال التنمية، تأمل بلجيكا في تحسين الحياة اليومية للكونغوليين، حيث يعاني واحد من كل 3 منهم من الجوع الحاد.
النحاس والكوبالت
وتواصل الكاتبة قائلة: كما تستعد الكونغو للاستفادة من طفرة النحاس والكوبالت الهائلة الجارية، وباعتبارها أكبر منتج للكوبالت في العالم، وهو أمر بالغ الأهمية للبطاريات الكهربائية، ومورد أفريقيا الرائد للنحاس، فقد زادت الأهمية الاقتصادية للكونغو بشكل كبير منذ اجتياح أوكرانيا من قبل روسيا الغنية بالكوبالت والنحاس.
وأضافت: وسط هذه الديناميكيات المتغيرة، يعترف الدبلوماسيون والمسؤولون البلجيكيون بأن احتضانهم لتشيسكيدي يسير بخط رفيع.
وتابعت: لكن بعد سنوات من العلاقات الدبلوماسية المجمدة، قررت بلجيكا أن تراهن على الرئيس الكونغولي، على أمل أن يتمكن من إعادة بناء بلد، وهو من أفقر دول العالم وأكثرها فسادًا.
وبحسب الكاتبة، قال دي كرو إن بلجيكا مستعدة للقيام بدور في الصراع في شرق الكونغو، حيث ينخرط النظام حاليا بشكل متزايد في القتال مع حركة 23 مارس المتمردة.
وأردفت: يقول المسؤولون الكونغوليون «إن المتمردين مدعومون بجنود ومدفعية من الجيش الرواندي»، وهو اتهام نفته كيغالي.
وأضافت: قال رئيس الوزراء البلجيكي خلال الزيارة «إن الكونغو مثل أوكرانيا، لها الحق في الدفاع عن حدودها»، وردد ملك بلجيكا وجهة النظر قائلا «لا تنمية بدون سلام».
واختتمت بقولها: إن التحدث علنًا عن شرق الكونغو هو رهان آخر تقدمه بلجيكا، حيث يتزايد العنف بسرعة في المنطقة، إذا تصاعد الصراع إلى حرب شاملة ودعت الكونغو بروكسل للوقوف إلى جانبها، فستخاطر بلجيكا بمواجهة أسئلة أكثر صعوبة حول إعادة جيشها إلى الكونغو.