وتعتبر أكثر دولة عربية معاصرة اهتمت بالابتكارات وشجعتها هي الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة، أسست مركزا وطنيا للابتكار واهتمت بذلك، ومثل هذا الاهتمام كان موجودا في دول الحضارات العربية في عهود سابقة كمصر والعراق وسوريا وغيرها، وكلنا فخر بإرثنا، ولكننا في زمن يحتاج إلى نهضة صناعية في وطننا العربي بعد ما تكبد من فجوات من أقل الهزات السياسية والاقتصادية والصحية ليونة. فدولنا الخليجية التي تملك كل المقومات ينقصها فقط البنية التحتية للصناعة على أراضينا بأيدينا وبأفكارنا وباحتياجاتنا، لنؤسس عصر الصناعة والابتكار والتقدم الحقيقي، لذا جدوى الابتكار تكمن في صناعتها، فهناك رعاية للابتكار في كافة الجامعات التخصصية العربية وتقف عند ذلك.
لذا وعلى الرغم من وجود مراكز للابتكارات العربية، والعديد من الجوائز التشجيعية لها، ووجود العقول العربية النابغة، بل على تعددها وتفردها إلا أنه لا توجد رعاية لصناعة الابتكار لأنه بكل بساطة لا توجد لدينا حاضنات لصناعة الابتكارات لذا فهي تموت بعد ولادتها ولا يمكننا أن نلوم أحدا، ولن تتوافر في الأسواق رغم تسجيلها، إذن ما الفائدة؟ فهذا محبط للغاية؟ بالطبع أنا لا أتكلم عن الابتكارات البسيطة والحرفية، أنا أتحدث عن براعم الصناعات والتقنيات واختراعاتها النوعية حتى البسيطة منها.
وعليه فالأمنية، ليست بتشكيل مركز للابتكار وحسب وإن كان وجودها يعد إنجازا تاريخيا، ولكن في تأسيس قطاع كامل لبنية تحتية تنطلق منه وتنشأ من خلاله الصناعات النوعية التي تتشكل في المستقبل صادرات محلية، ليكون لدينا قطاع صناعي حقيقي يعول عليه، يكون مصدرا رئيسيا للناتج المحلي، ودخلا للدولة، يعتمد عليه محليا وعالميا.
@hana_maki00