ودعا الأمين العام جميع المتظاهرين إلى تجنب أعمال العنف، كما حث قوات الأمن على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مشددًا على الاعتراف بالحق في التظاهر السلمي.
وأشار غوتيريش إلى أن الأمم المتحدة والمستشارة الخاصة للأمين العام بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، جاهزون لتقديم المساعي الحميدة والوساطة بين الأطراف لرسم طريق للخروج من المأزق السياسي، من خلال تنظيم الانتخابات على أساس إطار دستوري ثابت في أقرب وقت ممكن، لافتًا إلى أن الاجتماعات الأخيرة في القاهرة وجنيف تحت رعاية الأمم المتحدة حققت تقدما كبيرا ينبغي البناء عليه.
وعاد الهدوء الحذر إلى مختلف المدن الليبية بعد مظاهرات خرجت مساء الجمعة، في غرب البلاد وشرقها وجنوبها كذلك، تطالب بالتسريع بإقامة الانتخابات وإنهاء استمرار الكيانات السياسية، وخروج المرتزقة من البلاد، كما ترفض استمرار تدهور الأوضاع الخدمية من ليبيا.
واقتحم المتظاهرون في طبرق مقر البرلمان، وأضرموا النيران في المكاتب الداخلية، وتظاهر آخرون أمام مقر رئاسة الوزراء في العاصمة طرابلس وأشعلوا النيران في إطارات سيارات، كما اقتحم متظاهرون مقر المجلس البلدي بمصراتة.
من جانبها، أكدت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز، أن احتجاجات الجمعة في ليبيا هي دعوة صريحة للطبقة السياسية لتنحية خلافاتها جانبًا، وإجراء الانتخابات التي يريدها الشعب الليبي.
وطالبت وليامز في تصريحات مساء السبت، باحترام حق الشعب في الاحتجاج السلمي، وأضافت إن أعمال الشغب والتخريب مثل اقتحام مقر مجلس النواب في طبرق غير مقبولة على الإطلاق.
وشددت على أنه من الضروري للغاية الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية تجاه الاحتجاجات وممارسة الجميع ضبط النفس.
بدوره، أكد المبعوث الإيطالي الخاص إلى ليبيا، نيكولا أورلاندو، أن المظاهرات التي خرجت في ليبيا هي دعوة لليقظة موجهة للطبقة السياسية بأكملها، وأضاف: يجب أن تتوقف الانقسامات التي تؤثر على معيشة المواطنين، وكذلك إغلاق المنشآت النفطية والنزاعات السياسية التي تؤخر الانتخابات، كما يجب أن تظل المظاهرات المعبرة عن إرادة الناس سلمية ودون معوقات.
على الصعيد ذاته، دعت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، الشعب الليبي إلى حراك مدني سلمي منظم لوضع خارطة لطريق الخلاص من الواقع المرير، والعبث القائم، والتوجه نحو بناء الدولة المدنية بإرادته الحرة دون نيابة أو وصاية من أحد.
وأكدت القيادة العامة للجيش الليبي في بيان السبت، أنها ستتخذ الإجراءات الواجبة لصيانة استقلال القرار الليبي، إذا ما حاول أي طرف الانفراد به تماشيا مع أي إرادة خارجية تسعى لفرض مشاريعها وقرارها على الليبيين.
وشددت على عدم المساس بالمرافق العامة والخاصة، مؤكدة أنها لن تخذل الشعب، ولن تتركه عرضة للابتزاز والعبث، وأنها عند وعدها له بحمايته متى اختار خارطته للخلاص والعبور نحو مستقبل يسوده الاستقرار والسلام والرخاء.
