وردت جواثى في كتب الأدب العربي فقد روي عن امرئ القيس أنه قال شعرا: ورحنا كأنا في جواثى عشية، نعالي النعاج بين عدل ومشنق. كذلك روي أنه قالت سلمى بنت كعب بن جعيل في قصيدة تهجو فيها أوس بن حجر: قد شربت ماء جواثى وهجر، أكوي بها حر أم أوس بن حجر. كما جاء في شعر أبي تمام: زالت بعينيك الحمول كأنها نخل مواقر من نخيل جواثى.
كما عرف عن جواثى أنها مركز تجاري تقصده القوافل التجارية وتعود منه محملة بالبضائع المختلفة التي ترد إليها من عمان والهند وأقطار مختلفة حيث كان لسوقها قبل الإسلام مكانة كبيرة عند العرب. وقد شاع عند الناس استعمال لفظ المشقر وهو سوق أهل هجر «سوق هجر». وكان يقام أول جمادى الآخرة، وكان لا يقدم السوق قافلة إلا تخلف منها في هجر أناس وذلك لوفرة الماء وطيب الهواء ولذيذ الفاكهة، وكان البيع في السوق بالملامسة والإيماء والهمهمة. كما كان يتم في هذا السوق تبادل السلع الغذائية، والمنسوجات الهجرية والقطرية، والأسلحة الدفاعية والهجومية، من رماح خطية، ودروع حطمية، وسيوف هندية، وأدوات الزينة والطيب، واللؤلؤ والذهب، كان سوقا شبيها بسوق عكاظ ففرصة التجمع والتواصل أتاحت للشعراء مساحة أدبية واسعة.
وقصر المشقر هو من أشهر أبنية العصر الجاهلي وهو حصن هجر الأشهر الذي دارت عند أسواره معركة الصفقة الشهيرة بين العرب والفرس وسمٓي اليوم الذي انتصر فيه العرب بيوم المشقر وهو من أشهر أيام العرب في الجاهلية. بني عام 20 للميلاد وعلى مقربة منه حصن آخر وهو حصن الصفا الذي قتل فيه الشاعر المعروف طرفة بن العبد ويجري بين الحصنين نهر عرف باسم نهر المحلم وشبهه الرحالة الزهري بنهر بلخ الذي يعرف بنهر جيحون الشهير.
مما لا شك فيه أنه للتاريخ عبق ورونق نتباهى به ونفتخر، كما أن لأهل الأحساء فخرهم وشرافتهم بأن جاءت بها تلك الملاحم العظيمة والقصص ومن النوادر التاريخية ومن إسلامهم المبكر. وكذلك من شهرة أسواقهم كسوق هجر التاريخي الذي نتمنى إعادة إحيائه ليكون مقصدا ومعلما ثقافيا تراثيا وسوقا عالميا.
@SaudAlgosaibi